Page 221 - m
P. 221

‫الملف الثقـافي ‪2 1 9‬‬

‫جيمس هنري بريستد‬                  ‫جورج جي إم جيمس‬                  ‫العميد الكثير‪ ،‬والكثير ج ًّدا ولا‬
                                                                   ‫يمكن حصره في هذه المساحة‪،‬‬
   ‫في فرنسا‪ ،‬ولو لم تتهيأ له‬        ‫امتلأ بالحب والامتنان “إلى‬     ‫لكننا مع ذلك سنتعلق بشجرة‬
  ‫تلك الفرصة ما كان الرجل‬             ‫زوجتي التي جعل الله لي‬
  ‫الذي نعرفه ونفتتن به‪ ،‬ولو‬                                          ‫طه حسين السامقة المثمرة‪،‬‬
‫خالفناه في بعض ما ذهب إليه‬          ‫منها نو ًرا بعد ظلمة‪ ،‬وأن ًسا‬     ‫وسننال منها ثمرات حلوة‬
 ‫حبًّا في الحقيقة وإيثا ًرا للحق‬  ‫بعد وحشة‪ ،‬ونعمة بعد بؤس‪،‬‬            ‫تنعش العقل والروح‪ ،‬لعلها‬
  ‫الذي يتخطي رقاب الجميع‪،‬‬
   ‫وهو بعض ما تعلمناه منه‪،‬‬           ‫أرفع هذا الكتاب»‪ ،‬فلنحمل‬           ‫تحمسنا لزيارات عديدة‬
 ‫يصف علاقة فرنسا بالثقافة‬           ‫عنه كتا ًبا ‪-‬كما سنفعل عند‬       ‫لها بعد ذلك‪ ،‬فهي موجودة‬
   ‫اليونانية‪ ،‬في مقال “الأدب‬      ‫كل محطة نلقاه فيها‪ -‬وننظر‬           ‫تنتظر‪ ،‬وصدقني لو زرتها‬
                                                                     ‫مرة لن تسلو عنها وستعود‬
    ‫العربي بين أمسه وغده»‬             ‫في صفحاته ولنفكر معه‪،‬‬        ‫لظلالها مرات ومرات بصحبة‬
    ‫المنشور في كتابه “ألوان»‬      ‫ولنخطئ ونصيب حتى نتعلم‬             ‫مؤلفاته العديدة المتشعبة في‬
     ‫فيقول‪“ :‬فقد عمر الأدب‬        ‫ونعرف‪ ،‬فطريق المعرفة شاق‬
  ‫اليوناني طوا ًل ثم ألقي بينه‬                                                  ‫شتي المجالات‪.‬‬
     ‫وبين الناس ستا ًرا‪ ،‬فلما‬       ‫ومؤلم ومليء بالعثرات وإ َّن‬          ‫في المحطة الأولي تقترب‬
     ‫استأنفت الأمة اليونانية‬           ‫اجتيازه لبطولة حقيقية‪،‬‬        ‫منا لافتتها ويمكننا قراءتها‬
   ‫الحديثة حياتها المعاصرة‪،‬‬                                           ‫بوضوح “النور القادم من‬
    ‫أنشأت لنفسها أد ًبا مهما‬      ‫فذلك مما يسره أشد السرور‬             ‫الجانب الآخر»‪ ،‬نجد فيها‬
 ‫يكن الصلة بينه وبين الأدب‬         ‫ويرضيه أتم الرضا‪ ..‬إنه طه‬        ‫طه حسين ينتظرنا حام ًل في‬
‫القديم فهو ليس جز ًءا منه ولا‬       ‫المغرم بتراث وأدب اليونان‬       ‫يده كتبه التي تحمل عناوين‪،‬‬
‫استمرا ًرا له‪ ،‬فالأدب اليوناني‬                                      ‫قادة الفكر‪ ،‬وترجماته لكتاب‬
 ‫القديم إذن حي بنفسه‪ ،‬أريد‬            ‫وأوروبا الحافلة بالأفكار‬          ‫نظام الأثينيين لأرسطو‪،‬‬
                                         ‫الجديدة‪ ،‬والاتجاهات‬           ‫ولمسرحيات سوفوكليس‪،‬‬
                                                                   ‫ورواية القدر لفولتير‪ ،‬والباب‬
                                   ‫المستحدثة التي صاغت حياة‬          ‫الضيق‪ ،‬وأوديب وثيسيوس‬
                                    ‫مواطنيها اليوم‪ ،‬وكفلت لهم‬      ‫من أبطال الأساطير الأغريقية‬
                                                                         ‫لأندريه جيد‪ ،‬والواجب‬
                                         ‫التقدم على بقية الأمم‪.‬‬         ‫لجول سيمون وهو أول‬
                                  ‫لقد تعلم في جامعة السوربون‬         ‫كتاب نشره طه حسين عام‬
                                                                       ‫‪ ١٩١٤‬وشارك في ترجمته‬
                                                                     ‫محمد رمضان‪ ،‬وع َّقب عليه‬
                                                                    ‫مصطفى عبد الرازق‪ ،‬وروح‬
                                                                      ‫التربية لجوستاف لوبون‪،‬‬
                                                                      ‫ورواية أندروماك لراسين‪،‬‬
                                                                     ‫وعرضه للعديد من الأعمال‬
                                                                       ‫الأدبية الأجنبية‪ ،‬في كتاب‬
                                                                        ‫من أدب التمثيل الغربي‪،‬‬
                                                                    ‫وقصص تمثيلية لجماعة من‬
                                                                      ‫أشهر كتاب فرنسا وقدمه‬
                                                                   ‫لزوجته بإهداء رقيق من قلب‬
   216   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226