Page 48 - m
P. 48

‫تحدثنا القصص عن جينالوجيا الإنسان‬
                                                            ‫المعاصر الخاضع لسلطة الخطاب‬

                                                      ‫الاجتماعي والديني والسياسي‪ ،‬التابع‬
                                                         ‫بصمت‪ ،‬وعن خضوع المتلقي لخطاب‬

                                                      ‫الكاتب المعرفي أي ًضا؛ فالكتابة ناتجة‬
                                                           ‫بلا شك عن (ذاتية مركزية) خاصة‬
                                                           ‫بالكاتب تفرعت إلى رواة يرصدون‬
                                                           ‫العالم‪ ،‬وشخصيات ُتجسد التجارب‬

                                                        ‫متنقلة بين أماكن متعددة؛ فتذويت‬
                                                      ‫الإنسان داخل النظام (الرمزي) لقصص‬
                                                       ‫المجموعة هو الذي ساهم في تثبيت‬

                                                                                         ‫الأفكار ‪.‬‬

   ‫من خلال تناول مسألة الحرية وإنكار الحقوق‪:‬‬              ‫في شكل المثال الأعلى المشترك للعائلة أو الطبقة؛‬
   ‫«لا يوجد قانون يمنع الضحك؛ لأن الناس أص ًل‬         ‫لذلك نجد أن الأشياء الناجمة عن عدم تحقيق المثال‬
    ‫في (سانشو بانشو) لا تعرف ما هو الضحك»‪.‬‬             ‫الأعلى تتحول إلى الفزع من المجتمع‪ ،‬معنى ذلك أن‬
  ‫ثم يأتي بعد ذلك مأزق الانتماء وادعاء العقلانية‬       ‫هناك شك ًل من أشكال ال ُسلطة يصنف الأفراد من‬
   ‫كوسيلة للوقاية من الإحساس المروع بالضحك‬            ‫خلاله إلى فئات‪ ،‬هذا التصنيف من شأنه أن يفرض‬
 ‫والمرح‪ ،‬وكأن الضحك استخفاف بالحاكم‪ ،‬نلاحظ‬
                                                        ‫عليهم قانونه الخاص الذي عليهم أن يعترفوا به‪،‬‬
       ‫هنا الرمز إلى الحرية بالضحك‪« :‬سبعة أيام‬              ‫ببساطة هذا الشكل من أشكال ال ُسلطة يحول‬
   ‫متواصلة من الغضب في الشوارع‪ ،‬رغم صدور‬                                             ‫الأفراد إلى ذوات‪.‬‬
    ‫بيان من الديوان الملكي يلطف الأجواء‪ ،‬ويمسك‬
 ‫العصا من المنتصف‪ ،‬حيث أكد على أن الضحك قد‬                ‫في قصص المجموعة تتحرك الشخصيات ضمن‬
    ‫يكون انفعا ًل طبيعيًّا‪ ،‬لكنه غريب على انفعالاتنا‬   ‫السياق الاجتماعي وفق علاقات قائمة على الصراع‬
‫الوطنية التي توارثناها عن أجدادنا»‪ ،‬وكأن الانتقال‬
                                                        ‫الذي يحكمه الإخضاع والرفض المباشر لفردانية‬
      ‫من العبودية إلى الفردانية مرتبط بالمجتمعات‬           ‫الإنسان واختلافه عن الجماعة السيكولوجية‪،‬‬
     ‫وتقييد الرغبات أو ما نسميه (الوعي الشقي)‪،‬‬                 ‫وأي ًضا الصراعات الطبقية والإيديولوجية‬
  ‫دلالة ذلك تجلت في قول السارد‪« :‬بفضل القبضة‬
‫الأمنية خفت المظاهرات المطالبة بالحق في الضحك»‪،‬‬        ‫كمؤشرات للأزمات المجتمعية الكبرى‪ ،‬اتضح ذلك‬
‫فسياسة الإخضاع قائمة على إسكات الآخر وقهره‪،‬‬           ‫في قصة (مملكة الضحك)‪ ،‬حيث فكرة انتهاك جوهر‬

                                                        ‫الإنسان التي سعت إلى إبراز العلاقة بين الجانب‬
                                                       ‫النفسي للأفراد وما يمكن تسميته بالأفعال الحرة‬
   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53