Page 120 - merit 47
P. 120
العـدد 47 118
نوفمبر ٢٠٢2
والاستسلام ،وسعت لترى انعكاسها في وجه
عمتها بصورة مغايرة متحققة «عندما عبرت
بوابة كلية الفنون التطبيقية ،لأول مرة ،شعرت
بأنها تعبر إلى عالم مختلف ،تما ًما كما ذابت
عمتها في المرآة أمامها» ص .162هذا المشهد الذي
لم يفارق مخيلتها وكان بوابتها لإثبات موهبتها
والإعلان عن نفسها ،فحينما «طلب منهم المعيد
رسم لوحة لمشهد لا يغادر خيالهم ،وجدت
نفسها ترسم حلمها الذي لم تتوقف يو ًما عن
التفكير فيه ،امرأة يغمر الضوء ظهرها ،تذوب
في مرآة بيضاوية كبيرة ،يظهر انعكاس وجهها
فيها باه ًتا وضباب ًّيا ،لكن نظرة عينيها تبدو
ًووقكفأنتهأاماومجهاد تتتاألملخهلاا ،شص.عربعتدباأننتههاائتهماكنت واثقة
منها،
أخي ًرا من حبس اللحظة وإيقاف الزمن ،غمرتها
الدهشة ،وظلت واقفة ممسكة بفرشاتها لدقائق
طويلة ،شعرت بالدماء داخل جسمها تتغير
وأن العالم من حولها يتغير ،وأنها وحدها
السبب في ذلك» ص.163
استطاعت هي إحداث التغيير ،تمكنت من أن
تكون حقيقية ،أن تكون «هي» ،أن تحيا كينونتها،
لن تكون مجرد طيف عابر في الحياة ،ولا مجرد
انعكاس في المرآة ،تخطت انعكاس وجه عمتها في
وجهها واستطاعت أن ترى ملامحها؛ أن ترى
نفسها وترى عمتها «كان الضوء الخافت لشمس
المغيب يتسلل من الشرفة .يضفي على وجهها
جما ًل مختل ًفا عن كل يوم .لاحظت أنها منذ
زمن بعيد لم تر طيف عمتها في انعكاسها ،لا
تراها تذوب أمامها في أي مرآة أو زجاج معتم
كما كانت تفعل .لم تر في المرآة سواها ،شعرت
بأن ملامحها قد تغيرت ،لم تعد تشبهها إلى هذا
الحد ،استطال وجهها وسكنت نظرة عينيها.
لمست انعكاس وجهها بيدها فشعرت بالملمس
البارد للمرآة ،كانت مجرد سطح مصقول
أمامها لا يؤدي إلى أي شيء ،واكتشفت أنه لا
يوجد سوى عالم واحد ،حياة واحدة يجب أن
تعيشها .أخرجت الكاميرا من الحقيبة ،وعادت
تقف أمام المرآة من جديد ،التقطت صورة
لانعكاسها المبتسم ،تأملتها للحظة قبل أن تقرر