Page 122 - merit 47
P. 122
العـدد 47 120
نوفمبر ٢٠٢2 إيمان سيد أحمد
تشظي الذات الأنثوية..
في «أطياف كاميليا»
لنورا ناجي
مخيف ،يصل أحيا ًنا إلى حد التخلص من الحياة ()1 فور
ومغادرتها بلا رجعة ،مقارنة بما يختبره الرجل من
الانتهاء من قراءة رواية (أطياف كاميليا)
مشاعر تخص الوحدة وأثرها فيه. لنورا ناجي( )1خالجني شعور بتردد
وفي رواية (أطياف كاميليا) تتردد أصداء الوحدة أصداء كتابها الأحدث زمنيًّا من هذه
الرواية ،والذي جاء بعنوان (الكاتبات
على مستويات مختلفة ،فنحن أمام بطلة الرواية
(كاميليا) التي تشعر باغتراب تام عن محيطها والوحدة)( ،)2وفيه تتبعت أشكا ًل مختلفة للوحدة
نتيجة نشأتها في بيئة محافظة ،وهي الفتاة المتحررة لعدد من الكاتبات؛ أمثال :إيمان مرسال ،ورضوى
التي تريد أن تنطلق خارج حدود ظروفها وعالمها
الضيق ،لتعمل صحفيَّة في إحدى المجلات الشهيرة، عاشور ،وفيرجينيا وولف ،وأروى صالح،
وترتبط ارتبا ًطا وثي ًقا بالفن والتصوير والكتابة ،إلى وسوزان سونتاج ..وغيرهن ،ومناقشة مدى ارتباط
أن تغادر بلدتها الصغيرة وتنطلق إلى القاهرة في الوحدة بالكاتبات المؤثرات في العالم أو في محيطهن،
رحلة لتحقيق الذات واكتشافها. وأي ًضا ارتباطها بما تعانيه كل كاتبة على اختلاف
تدور أحداث الرواية في عالم صغير نسبيًّا زمانيًّا ثقافتها ومحيطها من قيود يفرضها عليها المجتمع،
ومكانيًّا؛ لكنه يعكس حال شريحة كبيرة من أو على الأقل تفرضها عليها ظروف محيطها
المجتمع المصري والعربي ،فيما يخص مصائر الخاص ،وفكر ُت في أنه ربما تكون هذه الرواية
النساء فيه وتشظي ذواتهن ،حيث عائلة (كاميليا مقدمة للكتاب ،وجز ًءا من سلسلة أفكار تراود ذهن
عاطف) المكونة منها ومن أخ ،والأب والأم وما الكاتبة حول المرأة وعلاقتها الفريدة بالوحدة ،وأنها
بينهما من علاقة متوترة أصابت طفليهما ،وزادت الكائن الأكثر حز ًنا على مر التاريخ ،نتيجة إصابته
من اغتراب كاميليا وكذلك اغتراب أخيها (ناصر)، بالوحدة أكثر من غيره ،ونتيجة تأثره بها بشكل