Page 123 - merit 47
P. 123
121 ثم تتسع دوائر العائلة
لتكبر بزواج (ناصر)
تكون ،لما بينهما من خلاف كبير في الأفكار والآراء وإنجابه طفلتين منهما
والنظرة إلى الحياة وأمورها ،لكن كاميليا ظلت (كاميليا الصغيرة) التي
ستشارك عمتها عد ًدا
تبحث عن حلول وسط تناسب شخصيتها المرحة كبي ًرا من هموم الحياة ،والوحدة،
والنشيطة ،فقبلت عم ًل بمدرسة لتحقق دخ ًل ثابتًا والهشاشة النفسية في مواجهة
كما أشار عليها والدها ،لكنها أي ًضا لم تتوقف عن تقاليد المجتمع ،وصرامة العائلة.
اختارت الكاتبة لروايتها بنا ًء
السعي وراء حلمها فيما يخص الكتابة وحصلت معرو ًفا في تقاليد بناء الرواية
على عمل في الصحافة ،وعملها كصحفية جعلها وهو الاعتماد على الرسائل أو
موضع فخر لأبيها الذي كان يطالع مقالاتها وقت المذكرات في تقديم جزء كبير
من الأحداث ،والمذكرات تخص
ظهورها ،ويفتخر باسم ابنته. كاميليا العمة ،التي تمثل قصتها
تبدلت أحوال كاميليا إلى النقيض بعد أن علمت القصة الإطار الأكبر للسرد،
أسرتها بعلاقتها مع الفنان القاهري ،وبادروا إلى وبعدها تصغر الدائرة أو تتخذ
تزويجها من صديق أخيها الذي كان يعمل مدر ًسا شك ًل مختل ًفا بقراءة كاميليا ابنة الأخ
أي ًضا ،وهنا انقلبت حياتها رأ ًسا على عقب بعد أن لمذكرات عمتها ،وانخراطها في حكايتها لما
فارقت حبًّا وارتبطت حياتها بمدينة لا ترغب في تعكسه من تشابهات بينهما.
العيش فيها طوال الوقت وإن كانت تحبها ،وتصف تنتقل الأحداث ما بين مدينة صغيرة في
محافظة طنطا ،ومدينة القاهرة باتساعها
وغرابتها وخياراتها المتعددة والمربكة ،حيث تسافر
إليها كاميليا بحثًا عن عمل في مجال الصحافة،
وتنجح في الحصول عليه في مجلة (نصف الدنيا)،
وتصبح صاحبة عمود أسبوعي فيها ،ولأن الانتقال
وتبدل مجريات الحياة لا يتوقف عند حدود العمل
في مدينة كالقاهرة ،تلتقي كاميليا برسام وتبادله
حبًّا كبي ًرا ،مع علمها أنه متزوج ولديه أطفال،
ولكنها ظلت تتأرجح بين حبها له وشعورها
وشعوره هو نفسه بالذنب ،إلى أن يحسما أمرهما
ويتزوجا في السر ،ويكون مرسمه مكا ًنا للقائهما
الأسبوعي.
()2
علاقة كاميليا بأبيها لم تكن هذه العلاقة السوية
أو التي تسير على ما يرام ،بل كانت علاقة تشكلها
صرامة الأب حينًا ،وخوفه الكبير حينًا آخر،
ولم تكن علاقتها بأمها أي ًضا كما ينبغي لها أن