Page 121 - merit 47
P. 121
نون النسوة 1 1 9
نشرها على الفيسبوك ،عندما رفعت عينيها وقع
نظرها على صورة عمتها المعلقة على الحائط،
وجهها صا ٍف وعيناها تنظران بثبات ،وبدا لها
أن ابتسامتها في الصورة قد اتسعت» ص-177
.178
عبر الطيف تشكلت أبعاد شخصيات هذا العالم
الروائي ،فأطياف الكاميليا جميعهم أرادوا
لحضورها الحقيقي الكاشف عن ضياع كينوناتهم
أن يتحول إلى طيف عابر يشبه أطيافهم «في هذه
اللحظات شعرت بشفقة حقيقية عليها ،كانت
مشاعري قوية لدرجة أنها كانت تؤذيني ،بين
إحساسي بالانتصار ،ولذتي بانكسارها التام
أمامي ،ويقيني بأنها حصدت ما تستحقه،
وبين حزني على حال زوجي وأبيه ،ورعبي
من صمتها التام ،وتحولها شي ًئا فشي ًئا إلى
هيكل عظمي بعينين واسعتين» ص ،105لكن
كاميليا اتخذت قرارها «كانت هذه هي المرة الأولى
والأخيرة التي أتخذ فيها قرا ًرا بنفسي دون أن
يتمكن أحد من منعي .وشعرت أن القيود حول
عنقي أخي ًرا قد انحلت» ص.174
هي من أخذت قرارها بالرحيل ،آثرت الغياب
لتصبح حقيقية في طيفها أي ًضا ،فكانت طي ًفا حقيقيًّا
ومؤث ًرا لا طي ًفا عاب ًرا في الحياة.
ومثلما كان الطيف مركز ًّيا في رسم أبعاد
شخصيات هذا العالم الروائي من خلاله ،كان
البوح تقنية سردية جوهرية في الكشف عن المُضمر
الذي لا ُيرى رغم ما يمثله من قيمة حقيقية ،وكانت
المذكرات هي الوسيلة السردية المركزية التي تقود
إلى البوح وتفجره ،ومن ثم تتعدد الأصوات في
الرواية وتتعدد أبعاد الشخصية الواحدة تب ًعا
للصوت الذي يتسلم مساحة الحكي ،و»كاميليا»
هي التي تتعقب وتفك خيوط هذه البنية السردية
المتداخلة التي تتمركز جميعها حول عمتها وعبرها
تتشكل ،فعلت هذا عبر البحث تارة عن كل ما
له صلة بعمتها ،وعبر ملاحقة شخصيات عالمها
بالأسئلة واستثارتهم للبوح تارة أخرى .كانت هذه
أدوات «نورا ناجي» في بناء عالم روائي متضافر
ومتشابك ومتماسك