Page 175 - merit 47
P. 175

‫حول العالم ‪1 7 3‬‬                      ‫الناظم لاكتشاف قصيدة‬
                                       ‫النثر من خلال الترجمة‬
  ‫الجمالية الشعرية الموروثة‪،‬‬           ‫وتجميع المختارات التي‬
 ‫ساهم الماغوط‪ ،‬حتى ولو عن‬            ‫أرشدت أدونيس لقصيدة‬
 ‫غير قصد‪ ،‬في بزوغ قصيدة‬               ‫النثر ووسعت رؤيته لها‬
                                  ‫بوصفها إطا ًرا لإعادة القراءة‬
     ‫النثر بوصفها استنطا ًقا‬        ‫والإبداع‪ .‬فبد ًءا من «أغاني‬
 ‫ه َّدا ًما وممت ًدا لحدود الشعر‬  ‫مهيار الدمشقي» حتى «مفرد‬
                                     ‫بصيغة الجمع»‪ ،‬لم يخطط‬
      ‫العربي‪ .‬ولقد ظهر إرثه‬            ‫أدونيس بشكل تدريجي‬
   ‫الفكري في أعمال الشعراء‬         ‫لتحويل الشكل الشعري من‬
   ‫الشباب‪ ،‬لا سيما الشعراء‬        ‫الشعر إلى النثر‪ ،‬بل بالأحرى‬
                                       ‫كان يرسم بداية الكتابة‬
       ‫المصريين خلال حقبة‬            ‫الشعرية ويصل إلى شكل‬
   ‫التسعينيات‪ ،‬مثل عماد أبو‬         ‫شعري كنتاج لغوي‪ ،‬بعي ًدا‬
  ‫صالح (من مواليد ‪،)1967‬‬              ‫عن ثنائية الشعر والنثر‪.‬‬
                                  ‫وعلى الرغم من حديث الكثير‬
     ‫والشاعرة إيمان مرسال‬         ‫من المثقفين والنقاد اليوم عن‬
 ‫(من مواليد ‪ ،)1966‬وأسامة‬           ‫الدور التأسيسي الذي قام‬
                                    ‫به الشاعر السوري‪ ،‬محمد‬
       ‫الدناصوري (‪-1960‬‬              ‫الماغوط (‪،)2006 -1934‬‬
  ‫‪ )2007‬وشعرية الانفصال‬              ‫في ظهور قصيدة النثر‪ ،‬إلا‬
                                      ‫أن العلاقة بين مشروعه‬
                     ‫لديهم‪.‬‬            ‫الشعري وقصيدة النثر‬
 ‫وفي الفصل الخامس‪ ،‬أدرس‬                 ‫بوصفها حركة شعرية‬
                                  ‫ونقدية ليست علاقة مباشرة‪.‬‬
   ‫مغازلة الشاعر الفلسطيني‬         ‫لذا‪ ،‬أُ َو ِّضح في الفصل الرابع‬
   ‫محمود درويش (‪-1948‬‬              ‫أن تد ُّخل الماغوط كان مفي ًدا‬
‫‪ )2008‬لتجربة قصيدة النثر‬             ‫في تمهيد الطريق لقصيدة‬
    ‫وإسهامه فيها؛ فدرويش‬             ‫النثر اللاحقة‪ ،‬برغم أنه لم‬
   ‫لم يكتب قصيدة نثرية قط‬            ‫يكن شاع ًرا نثر ًّيا مك َّر ًسا‪.‬‬
    ‫ولكنه كان منخر ًطا بقوة‬       ‫كان النص الماغوطي‪ ،‬تحدي ًدا‬
  ‫في الجدالات النقدية الدائرة‬          ‫فيما يتعلق بموقفه تجاه‬
‫حولها‪ .‬كما أنني أدرس أي ًضا‬          ‫اللغة والموضوع‪ ،‬ف َّعا ًل في‬
     ‫كتابات درويش المراوغة‬         ‫تدوين الشعر العربي‪ ،‬وذلك‬
 ‫عن عمد وبشكل عام‪ ،‬والتي‬             ‫دون الانخراط مباشرة في‬
 ‫اختار أن يطلق عليها «نص»‬         ‫الجدالات الدائرة حول الشكل‬
  ‫أو «يوميات»‪ ،‬بالإضافة إلى‬          ‫في الشعر العربي‪ .‬وهكذا‪،‬‬
 ‫حواراته الشعرية مع ك ٍل من‬           ‫باستخدامه السخرية من‬
‫إدوارد سعيد وزميله الشاعر‬
‫سليم بركات التي يتأمل فيها‬
   ‫في معنى الشعر وحدوده‪.‬‬
 ‫بينما يبحث الفصل السادس‬
  ‫في مسألة الخلط بين الشعر‬
  ‫والنثر لدى الشاعر الكردي‬
  ‫السوري سليم بركات ( ُولد‬
   ‫عام ‪ ،)1951‬بالإضافة إلى‬
 ‫وقوفه على تعريف للشعرية‬
   170   171   172   173   174   175   176   177   178   179   180