Page 212 - merit 47
P. 212

‫العـدد ‪47‬‬                     ‫‪210‬‬

                                 ‫نوفمبر ‪٢٠٢2‬‬     ‫أُحاول أن أُغيِّر أي شي ٍء‬
                                              ‫أمام القهر أمتحن امتحاني‬
‫أبو العلاء المعري‬
                                                 ‫أُريد ولاد ًة أخرى‪ ،‬لمو ٍت‬
                                                 ‫له ع َب ٌق‪ ،‬ولو ٌن أرجواني‬

                                                    ‫هنا يمكننا أن نسأل‪:‬‬
                                               ‫لماذا اختلفت دلالة الصمت‬
                                                ‫والافصاح عند البردوني‬

                                                    ‫عنها عند أبي العلاء؟‬
                                                  ‫والجواب‪ :‬إن ما يجمع‬
                                               ‫بين البردوني وأبي العلاء‬
                                               ‫هو التفاني المسؤول تجاه‬
                                                 ‫قضايا الانسان‪ ،‬كلاهما‬
                                               ‫كان يتغيّا إحداث تأثير في‬
                                              ‫وعي الناس ينبع من ظاهر‬
                                                   ‫النص‪ ،‬أو من إيحاءاته‬
                                                ‫وبواطنه الخفية‪ ،‬أو حتى‬
                                                 ‫من عكس مفهومه‪ ،‬كان‬
                                                ‫أبو العلاء يتهكم بالحكام‬
                                               ‫ويهجو أحوال المحكومين‪،‬‬
                                                 ‫وينتقد العقائد من خلال‬
                                               ‫تأويل غمار الناس لها‪ ،‬أو‬
                                               ‫توجيه الحكام لتأويلاتها‪،‬‬
                                                 ‫لكنه لم يقدم ذلك كله في‬
                                               ‫شكل مواجهة صارمة على‬
                                              ‫نحو ما فعل المتنبي ودعبل‬
                                                 ‫الخزاعي‪ ،‬وهما يقارعان‬
                                                  ‫حكام زمانيهما‪ ،‬كتوعد‬
                                              ‫المتنبي لحكام زمانه بقوله‪:‬‬
                                               ‫ميعاد كل رقيق الشفرتين‬

                                                                    ‫غدا‬
                                                   ‫ومن عصى من ملوك‬

                                                         ‫العرب والعجم‬
                                              ‫ومثل مجابهة دعبل للخليفة‬

                                                     ‫المأمون وقد توعده‪:‬‬
                                                  ‫َأ َيسو ُمني ال َمأمو ُن ِخ َّط َة‬

                                                                  ‫عا ِج ٍز‬
                                                 ‫َأو ما َرأى ِبال َأم ِس َرأ َس‬

                                                     ‫إُِمّن َحي َّم ِِدم َن ال َقو ِم الَّذي َن‬
   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217