Page 216 - merit 47
P. 216
العـدد 47 214
نوفمبر ٢٠٢2 سعى الأدب
في النصف
أمل دنق الثاني من القرن لقد
العشرين إلى بناء
سارة أبو ر َّيا الخطاب الحديث،
ومن ثم طغت حالة من
الرفض في شعر أمـ البحث والقلق والتطلع إلى
كل ما هو غير مألوف مما
بتر الأسطر باستخدام التي تعامل بها الشعر نتج عنه الإبداع ورفض
الفراغات أو الفواصل، القديم .لذلك عمد الشعراء الموروث .ولم يكن الشعر
واستخدام علامات الترقيم العربي بمعزل عن ما يحدث
المختلفة ،والأقواس ،إلى المعاصرون إلى البحث حوله من تطورات كما لم
آخره مما يجعل المتلقي عن شكل شعري جديد، يتسم بالانغلاق والجمود،
أمام بناء شعري جديد من ونتيجة لذلك فقد تحولت بل تأثر من التحولات
القصيدة من الغنائية إلى الحداثية التي هزت المفاهيم
نوعه. الدرامية .لقد أصبح في القديمة ،لينتج عن هذا التأثر
لقد خضع اللفظ قدي ًما إمكان الشاعر أن يكون أساليب جديدة يخوض
لإيقاع البيت ووزنه في ح ًّرا في التعبير بأشكال في رحمها الصراع بين
مقابل الإيقاع ،بينما يرى القديم والحديث .ويتميز
المجددون أن المبدع هو من مختلفة بعد أن حطم الشعر بأنه يمتلك القدرة
يخلق اللغة المتميزة التي الضوابط التقليدية ،على على استيعاب كل ما هو
سبيل المثال لا الحصر: جديد ،لذا فإن خلق المعاني
الجديدة واللا مألوفة أصبح
من سمات الشعر العربي
الحديث خاصة وأن الحداثة
يمكن التعبير عنها على
مستوى الشكل والمضمون.
ويمكن تشبيه الشعر
بالبوتقة التي ينصهر
بداخلها القديم والجديد،
حيث إن الحداثة أتت
بإثارة الجدل منذ بداية
النصف الثاني من القرن
العشرين .علاوة على أن
التجربة الإبداعية لا يمكن
أن تقع تحت رحمة القيود،
فنجد أن الأصوات التي
ترفض عمودية الشعر قد
تعالت بالإضافة إلى اللغة