Page 217 - merit 47
P. 217
215 الملف الثقـافي
الترجمة لما يشعر به الشاعر من كل جانب ،حيث إن قل
تجاه الطبيعة والأشياء، طبيعة الشعر تعتمد في
المقام الأول على الرؤيا ــــــل دنقل
وبالتالي فهي غنية بالدلالات والتي هي بمثابة الحلم
الشعرية .لذا ،فإن القصيدة الصعب وصفه بالأسلوب تتجاوز لغة الكتابة ،ومن ثم
الحديثة تختلف عن القديم التقليدي .ونتيجة لذلك يصبح اللا مألوف محور ًّيا
تألقت الصورة في الشعر داخل القصيدة .كما أن اللغة
في أنها بعيدة عن الترفية العربي الحديث بعد أن أصبحت الأداة التي يعبر بها
حيث إن «من هذا الوجع ازاحت التقليد عن مسارها، الشاعر عن ذاته وما يجول
العاتي طلعت الكتابة الشعرية ورفض الأساليب المعتادة
ولم تأت كتسلية (هكذا) من التشبيه والاستعارة بداخله من آلام وأوجاع،
بل إعادة إبداع للذات في والكناية .فالصورة هي وليست محبسه ،وبالتالي
وجه الفجيعة»( ،)1كما أنها يستطيع أن يتجلى فيها .وقد
محاولة للكشف عن المجهول. انعكس ذلك على استخدام
بالإضافة إلى أنها تقوم على الصورة ،والتي خرجت من
اتخاذ موقف تجاه الحياة رحم الخيال وسط واقع
كي تنتشل العالم من التشيؤ، يحاوطه التوجس والخيفة
مما ينعكس على القصيدة
مضمو ًنا وشك ًل.
ويتميز شعر أمل دنقل
بالجمع بين الأصالة
والحداثة ،حيث كان دنقل
ضد الحداثة الفكرية التي
تسللت إلى الأدب العربي ،مما
انعكس على القصيدة الشعرية
التي جمعت بين التقنية الفنية
والقيمة الفكرية .فقد ابتعد
عن كتابة الشعر الذي لا
يحتوي على قضية بالإضافة
إلى رفضه الاقتصار على
الجانب الجمالي .كما رفض
الاتجاه الذي ينادي بفصل
الواقع عن الشعر ،فمنه يتلقى
صوره دون أن يسقط في
المباشرة والتقريرية .كما أن
على الشاعر أن يس ِّخر شعره
لخدمة القضايا الوطنية،
وينتشل الشعر من المثالية،
ويوثق صلته بمشاكله
الحقيقية.
كما أن القصيدة عند دنقل