Page 223 - merit 47
P. 223

‫‪221‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

      ‫المعاصرة‪ ،‬بالإضافة‬     ‫المتناقض المشتت من حوله‬          ‫ورأي ُت ابن آدم ينصب‬
   ‫إلى وظيفتها الفنية‪ .‬وقد‬  ‫عليه لدرجة تعاظمت بداخله‬            ‫أسواره حول مزرعة‬
    ‫يلجأ إلى أسلوب القص‬
  ‫مع الحفاظ على ملامحها‬       ‫جدلية الحياة والموت‪ .‬فهو‬    ‫الله‪ ،‬يبتاع من حوله حر ًسا‪،‬‬
    ‫التراثية‪ ،‬ويضيف إليها‬    ‫العاشق للحياة‪ ،‬ولكن دائ ًما‬              ‫ويبيع لإخوته‬
    ‫الملامح العصرية أو أن‬   ‫ما يخيم الموت بظلاله عليه‪.‬‬
                              ‫فقد مرت محن الفقد عليه‬      ‫الخبز والماء‪ ،‬يحتل ُب البقرا ِت‬
      ‫يجردها من ملامحها‬                                      ‫العجاف لتعطي اللبن(‪)16‬‬
   ‫الأصلية‪ ،‬ويضفي عليها‬         ‫منذ أن كان صغي ًرا مما‬       ‫من خلال ما سبق ذكره‬
    ‫ملامح مغايرة مناسبة‬       ‫انعكس على رؤيته للعالم‪.‬‬         ‫نلاحظ أن أمل دنقل «لا‬
‫للعصر‪ .‬علاوة على اهتمامه‬                                    ‫ينتمي للمناطق الرمادية‪،‬‬
   ‫بالصورة الشعرية التي‬         ‫لقد استحدث أمل دنقل‬            ‫يمقت الحلول الوسط‪،‬‬
‫ضاهت الإيقاع‪ ،‬والتي تبني‬       ‫أساليب جديدة في شعره‬               ‫ويحتقر الانفعالات‬
‫على رؤيته الخاصة بالواقع‬     ‫استطاع من خلالها التعبير‬
   ‫وما يدور من حوله‪ .‬لقد‬                                    ‫الوسط‪ ،‬ويتحدي الطبقات‬
  ‫تعامل دنقل مع القصيدة‬          ‫عن المشاعر الإنسانية‪.‬‬      ‫الوسطى»(‪ ،)17‬فهو المقاتل‬
                                  ‫كما عمد إلى استخدام‬
     ‫بعقيدة تتبني مشاكل‬     ‫الشخصيات التراثية مضي ًفا‬            ‫الذي ينزل إلى أرض‬
    ‫المجتمع والجماعة دون‬      ‫إليها بعض ملامحه‪ ،‬حتى‬         ‫المعركة‪ ،‬ويواجه ويتحدي‬
                            ‫يتسني له أن يتكلم بلسانها‪،‬‬
              ‫إهمال الذات‬      ‫أو يقف على بعد مناسب‬           ‫الخوف بشجاعة‪ ،‬ولكن‬
                               ‫يتيح لها اكتساب دلالتها‬      ‫هذا لا يمنع سيطرة الموت‬
                                                          ‫على أشعاره‪ .‬لقد أثر الواقع‬

                                                                         ‫الهوامش‪:‬‬

         ‫‪ -1‬محمد لطفي اليوسفي‪ ،‬لحظة المكاشفة الشعرية‪ :‬اطلالة على مدار الرعب‪ ،‬الدار التونيسية للنشر‪ ،‬ط‪ ،1992 ،1‬ص‪.284‬‬
                                               ‫‪ -2‬جهاد فاضل‪ ،‬أدباء عرب معاصرون‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪.168‬‬

                ‫‪ -3‬عبد الناصر هلال‪ ،‬الاتصال والانفصال‪ ،‬ثنائية المدينة والثأر‪ ،‬الهيئة العامة لقصور الثقافة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.11‬‬
                                                                                               ‫‪ -4‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
                                                                                                ‫‪ -5‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.7‬‬

                                                       ‫‪ -6‬سامي خشبة‪ ،‬أمل دنقل‪ ،‬مجلة إبداع‪ ،‬العدد العاشر‪ ،‬أكتوبر ‪.1983‬‬
‫‪https://archive.alsharekh.org/Articles/164/15520/345980‬‬

                                  ‫‪ -7‬نسيم مجلي‪ ،‬أمل دنقل أمير شعراء الرفض‪ ،‬مكتبة الأسرة‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪.216-215‬‬
                                                                                         ‫‪ -8‬سامي خشبة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

                                   ‫‪ -9‬على عشري زايد‪ ،‬عن بناء القصيدة العربية الحديثة‪ ،‬دار العروبة‪ ،‬الكويت‪ ،1981 ،‬ص‪.90‬‬
                                                                                        ‫‪ -10‬البكاء بين يدي زرقاء اليمامة‪:‬‬

‫‪https://www.aldiwan.net/poem24302.html‬‬
                                                                                       ‫‪ -11‬الأرض والجرح الذي لا ينفتح‪:‬‬

‫‪https://www.aldiwan.net/poem99788.html‬‬
                                                                         ‫‪ -12‬البكاء بين يدي زرقاء اليمامة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
                                                                                              ‫‪ -13‬أغنية الكعكة الحجرية‪:‬‬

‫‪https://www.aldiwan.net/poem99791.html‬‬
                                                                                                          ‫‪ -14‬لا تصالح‪:‬‬

‫‪https://www.aldiwan.net/poem25085.html‬‬
                                                                             ‫‪ -15‬عبد الناصر هلال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬
                                                                                                      ‫‪ -16‬سفر التكوين‪:‬‬

‫‪https://www.aldiwan.net/poem99750.html‬‬
                                                  ‫‪ -17‬عبلة الرويني‪ ،‬الجنوبي‪ ،‬دار سعاد الصباح‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪ ،1،1992‬ص‪.12‬‬
   218   219   220   221   222   223   224   225   226   227   228