Page 224 - merit 47
P. 224

‫العـدد ‪47‬‬         ‫‪222‬‬

                                                                         ‫نوفمبر ‪٢٠٢2‬‬   ‫الشعر بين طيَّاته‬
                                                                                        ‫بوصفه من ُظومة‬
‫للقيود والقوانين ‪-‬ولاسيما وأساليب جادة ُمثيرة‬                                            ‫ِخطاب ُمتكامل‬                   ‫يحملُ‬
‫للاستفهام‪ ،‬إلى جانب‬               ‫القسرية والتعسفية‪ -‬إلى‬                                ‫الأداء والوظيفة‪،‬‬
                                                                                       ‫عناص َر ُمتجانسة‬
‫الصور الفنية القائمة على‬          ‫خلق حالة من التشنج‬                                    ‫ُمتداخلة وأُخرى‬
                                     ‫المُفضي إلى تبلور روح‬
 ‫ضبط الخيال وجعله قاد ًرا‬         ‫الثورية والنخبوية الفريدة‬                              ‫ُمتخالفة ُمتعاكسة‪ ،‬وكلها‬
‫على إظهار الأنساق المخبوءة‬                                                            ‫تعمل لتزيين النَّص وتجميله‬
‫التي ظلَّت حبيسة السلطة‬           ‫الساعية لقلب المفاهيم‬                               ‫وتحميله أبعا ًدا تداولية كثيرة‬
                                                                                       ‫و ُمتنوعة تستدعي حفريات‬
    ‫والمجتمع لدهر طويل‪.‬‬           ‫وأدلجتها بالطرق التي تراها‬
   ‫وفي ظ ِّل التباين وال ُه َّوة‬     ‫صحيحة وسليمة‪ ،‬وهذا‬                                    ‫من التأويل للكشف عن‬
‫والاشتراطات غير المُتكافئة‬                                                            ‫ُهويته وتحديد إطاره ونظامه‬
                                   ‫برمته يتطلب سلا ًحا فكر ًّيا‬
     ‫بين منظومتي الذات‬             ‫ناض ًجا قائ ًما على ُسلَّ ٍم من‬                       ‫وإمكاناته‪ ،‬وبما أ َّن الشعر‬
‫المُستقلة والمجتمع برموزه‬          ‫الحرية ونور من التطلعات‬                             ‫أر ٌض خصب ٌة تسمح بزراعة‬
                                  ‫البناءة ُبغية تحقيق ما ُخطط‬                           ‫الرؤى والأفكار فلا مناص‬
                                  ‫له‪ ،‬ور َّبما يستطيع الشاعر‬                           ‫من أن يكون ِمفتا ًحا إجرائيًّا‬
                                  ‫الحاذق قلب موازين المفاهيم‬                           ‫قاب ًل للولوج في أتون الذات‬
                                                                                      ‫والتجوال في ذهنيتها لسحبها‬
                                  ‫وتشكيل أفواج من الجماهير‬
                                  ‫الداعمة له والمُنادية بتياره‪،‬‬                            ‫إلى منطقة البوح بما في‬
                                                                                      ‫جعبتها من إرهاصات فكرية‬
                                  ‫ور َّبما يفشل بذلك ويكون‬                            ‫وثقافية وسياسية واجتماعية‬
                                  ‫عرضة للانهيار النفسي‬                                ‫وهل َّم ج ًّرا في ك ِّل ميدان ُتريد‬
‫د‪.‬سامي شهاب أحمد‬
                                  ‫والتراجع عن المبادىء‪،‬‬                                   ‫عرضه وضرب أوكاره‪.‬‬
‫فض ًل عن المُلاحقة والمُساءلة (العراق)‬                                                   ‫ولأ َّن الشعر قرين ُمحيطه‬
               ‫والنفي وإطفاء جذوة قبسه‬                                                   ‫يتأثر به ويؤثر فيه وهما‬
                                                                                         ‫في علاقة جدلية غير قابلة‬
‫إلىالأبد‪ ،‬ثوِر َّي ُة الُّنخبـــــــــ‬                                                 ‫للانفصام؛ يجدر بنا تحميل‬
                                                                ‫وهذا‬
                                                                                           ‫الشاعر مسؤولية بنائه‬
                                                            ‫يعني أ َّنه‬                   ‫وتركيبه وتوجيه معانيه‬
                                                            ‫يجب على‬                       ‫ودلالته بحسب ما يمليه‬
                                                                                        ‫عليه انتماؤه الأيديولوجي‬
‫في ِشعِر أحمـــــــ‬               ‫الشاعر‬                                                 ‫وفلسفته الذاتية من جهة‪،‬‬
‫( ِقراء ٌة نقد َّية)‬                ‫الذي‬                                                 ‫ومطرقة مجتمعه وسندان‬
                                    ‫ُيريد‬                                             ‫خضوعه إلى برامجه وأهدافه‬
                                  ‫ُمخالفة‬
                                  ‫الأنظمة‬                                                         ‫من جهة ثانية‪.‬‬
                                                                                          ‫وعادة ما يؤدي الصراع‬
                                  ‫الحاكمة والعقائد الفكرية‬                             ‫بين الذات الشعرية المُتنورة‬
                                  ‫والعادات المُجتمعية وما‬                                ‫الراغبة بالتغيير والتجديد‬

                                  ‫نحو ذلك الاتكاء على دعائم‬                                 ‫وبين المجتمع الخاضع‬

                                  ‫فكرية صلبة ُتنجيه من‬
                                  ‫محنته‪ ،‬و ُتخلِّد اسمه وتجعله‬
                                  ‫رائد الثورية على الإطلاق‪،‬‬
                                  ‫ويتح َّقق له كل ذلك بوساطة‬

                                  ‫المو ُضوعات والقضايا التي‬
                                  ‫يتناولها بمعو ٍل لفظ ٍّي حاد‬
   219   220   221   222   223   224   225   226   227   228   229