Page 255 - merit 47
P. 255

‫التنوع والتعددية المجتمعية لا تنفي‬
   ‫وحدة وتماسك المجتمعات طب ًقا‬
  ‫لأسس ومبادئ وحدة المجتمعات‬

 ‫الحديثة‪ :‬مبادئ الوطنية والمواطنة‬
  ‫والانتماء الوطني‪ ،‬المصلحة العامة‬
‫والمساواة والحقوق والحريات الفردية‬
   ‫وسيادة القانون‪ ..‬إلخ‪ .‬ويستحيل‬
   ‫‪-‬أقصد يستحيل استحالة مطلقة‪-‬‬
 ‫إدماج عناصر دينية وثقافية متغيرة‬
   ‫ضمن المباديء المؤسسة لوحدة‬

            ‫المجتمع الحديث‪.‬‬

  ‫نفسه كما هو موجود في‬                ‫الآخر‪ .‬هما متصالحان على قاعدة‬      ‫العملة ذاته يتهرأ‪ ،‬وأن ما اعتبرنا‬
              ‫النصوص؟‬                     ‫الاستهلاك الديني ومتنازعان‬        ‫أنه «المنتج الصالح لكل زمان‬
                                                                           ‫ومكان» ليس هو الاسلام لكنه‬
   ‫رأيي هو أن نستبعد على المحك‬         ‫على قاعدة التوظيف الديني‪ .‬لكن‬
 ‫أفكارنا الأيدبولوجية المزيفة التي‬     ‫ك ًّل منهما في الواقع يستهلك مع‬  ‫فهم نسبي زماني وتاريخي ليس‬
                                        ‫جمهوره سلعته ومنتجه الديني‬                                ‫أكثر‪.‬‬
    ‫تشوه طبائع وقوانين نسبيتنا‬
    ‫البشرية‪ ،‬وفي مقدمتها فكرتنا‬          ‫الأيديولوجي الاستهلاكي على‬       ‫وليس أدل على ذلك من قسمات‬
     ‫المغلوطة عن أصل أو أصول‬                             ‫مهل وببطء‪.‬‬        ‫الاختلاف الحادة بين النمطين‬
‫الدين‪ ،‬وعن الدين الحق والإسلام‬
 ‫الصحيح‪ ،‬ونؤمن أن الدين الحق‬          ‫في رأيك –وأنت لك كتابات‬                  ‫اللذين ذكرتهما من الدعاة‪:‬‬
‫هو عند الله كما يقول القرآن‪ ،‬وأنه‬     ‫كثيرة حول أزمة الخطاب‬             ‫«عبدالله رشدي» السلفي الأزهري‬
   ‫ليس في وسع أو طاقة بشر أن‬          ‫الديني‪ -‬أين تكمن المشكلة‬
‫يتدين بشكل كلي ومطلق الصواب‪.‬‬                                               ‫الأشعري على الطريقة المحدثة‪،‬‬
 ‫ديننا هو فهمنا للدين فقط وليس‬           ‫بالضبط؟ وكيف يمكن‬                   ‫و”عبدالله الشريف” السلفي‬
‫الدين نفسه‪ ،‬وتديننا هو ما يمكننا‬       ‫ح ُّلها في ضوء (انصياع)‬              ‫الجهادي الإخواني على طريقة‬
   ‫إدراكه ذهنيًّا ونفسيًّا وسلوكيًّا‬                                           ‫الإسلام السياسي المحدثة‬
 ‫من الدين وليس نموذ ًجا أو نم ًطا‬          ‫الغالبية الكاسحة لما‬
 ‫مثاليًّا‪ ،‬ليس في وسع بشر ‪-‬بمن‬         ‫يقوله الشيوخ مهما كان‬               ‫أي ًضا‪ .‬تجنب أحدهما للآخر في‬
                                         ‫بعي ًدا عن الواقع الآني‪،‬‬        ‫الممارسة العملية اليومية يدل على‬
        ‫في ذلك الأنبياء‪ -‬تحقيقه‪.‬‬                                         ‫احترام كل منهما لقوانين السوق‬
                                            ‫بل وعن أصل الدين‬
                                                                            ‫والاستهلاك‪ .‬لكننا نعلم جي ًدا‬
                                                                            ‫أنهما لن يتمكنا الذهاب بعي ًدا‬
                                                                           ‫في نقاش دون أن يكفر أحدهما‬
   250   251   252   253   254   255   256   257   258   259   260