Page 256 - merit 47
P. 256

‫لا يزال نجا ًحا مدو ًيا ومنقطع‬                            ‫العـدد ‪47‬‬                          ‫‪254‬‬
      ‫النظير‪ ،‬ليس لأنهم بارعون‬
       ‫وأذكياء بل على العكس هم‬                                              ‫نوفمبر ‪٢٠٢2‬‬     ‫الأغلبية تتبع المشايخ والدعاة‬
                                                                                            ‫والأصوليين لأنهم يمارسون‬
‫جامدون ومتكلسون ذهنيًّا‪ ،‬وإنما‬          ‫يملكون ما ليس في وسع بشر‬                            ‫دج ًل في هذه النقطة تحدي ًدا‪،‬‬
‫لأنهم يتحركون في بيئتهم الفكرية‬         ‫أن يملكه‪ ،‬وهو نموذج الإسلام‬                      ‫عبر الإيحاء للناس بأنهم وسعت‬
                                      ‫المطلق كلي الصواب‪ ،‬ونمط التدين‬                     ‫كراسيهم ومناصبهم ومقاماتهم‬
 ‫والثقافية الملائمة‪ ،‬البيئة الثقافية‬  ‫الواحدي المفرد المثالي‪ .‬ونجاحهم‬                        ‫الدينية السماوات والأرض!‬
    ‫المستنقعية التي تناولناها منذ‬
   ‫قليل‪ ،‬شرنقة من خيوط الثبات‬             ‫في تخدير الأذهان عن حقيقة‬
     ‫واليقينيات الذهنية الوهمية‪،‬‬          ‫النسبية والتنوع والاختلاف‬
      ‫معزولة عن علوم ومعارف‬

 ‫وظواهر ومناهج ومفاهيم العقل‬
     ‫والفكر والمجتمع والحضارة‬
                       ‫الحديثة‪.‬‬

  ‫وليس هناك من حلول للمشكلة‬
    ‫في تقديري بدون نزع أسلحة‬
       ‫ومسننات ودروع الوحش‬
   ‫الأصولي التكفيرية المؤذية‪ ،‬أي‬
   ‫باطلاق حريات الفكر والتعبير‬

‫والاعتقاد بشكل حقيقي وتأطيرها‬
        ‫بالأطر القانونية الحقيقية‬
       ‫لحمايتها‪ .‬والخطوة الثانية‬

     ‫هي الذهاب نحو تكوين رأي‬
     ‫عام مجتمعي متعدد ومتنوع‬
     ‫وناضج باستمرار ومتعايش‬
    ‫المكونات بالمعنى الحديث‪ .‬لأن‬
   ‫تحقيق الخطوة الثالثة مرتبطة‬
 ‫بتحقيق السابقتين وهي مأسسة‬
   ‫الثقافة‪ ،‬بمعنى بناء مؤسسات‬
   ‫العقل المصري على أسس قوية‬
   ‫و»ثوابت» صحيحة‪ ،‬ولا أقصد‬
    ‫بالثبات والصحة هنا معناهما‬
   ‫الأصولي والمطلق بالطبع‪ ،‬لكني‬
 ‫أقصد ثوابت النسبية والمحدودية‬
      ‫البشرية تحدي ًدا‪ ،‬أي التنوع‬
  ‫الفكري والتعدد الثقافي النسبي‬

             ‫والاختلاف الخلاق‪.‬‬
‫بالإجمال وبتعبير الشغب الفكري‬

     ‫والسياسي‪ :‬عندما لا يضطر‬
‫عملاق مثل جابر عصفور لمغادرة‬
   251   252   253   254   255   256   257   258   259   260   261