Page 292 - merit 47

‫ذراعه اليمين محييًا سيده الشاب‬ ‫بمعاينة دقيقة لأحداث الرواية‪،‬‬
‫بالحركة نفسها”‪( .‬ص‪)74‬‬ ‫نكتشف ذلك التشابه المثير بينها‬
‫وبين ما كان يجري في دهاليز النظام‬
‫ونشاهد مشاهد الجموع التي‬ ‫الدكتاتوري‪ ،‬وعالم (جمهورية الماس)‪،‬‬
‫لبت النداء للاجتماع «بواسطة‬ ‫بحيث نجد تواز ًنا بين العالمين‪،‬‬
‫يشكل فيه النظام الدكتاتوري النص‬
‫بيان إذاعي‪ ..‬سبقته أناشيد‬ ‫الغائب‪ .‬فالشعب المظلوم‪ ،‬هنا هو‬
‫حماسية يلبي بها بعض المطربين‬ ‫الشعب العراقي‪ ،‬وجمهورية الماس‬
‫نداء الأرض المستجيرة بأبنائها‪،‬‬ ‫هي العراق‪ .‬كما أن جميع سكان‬
‫ويحذر مطربون آخرون أعداء هذا‬ ‫الجمهورية يحملون إسم "عبد حرب"‬

‫الشعب من الاقتراب من عرائن‬ ‫تعبيًرا لولائهم لقائدهم‪.‬‬
‫الأسود‪ ..‬فيما ظهر عدد من‬
‫معلمهما آنذاك هو الشيخ‬ ‫(العام) وهو مصطلح عراقي هو‬
‫الشعراء الحماسيين”‪( .‬ص‪)75‬‬ ‫الزنجي الذي كان له تأثير كبير‬ ‫شقيق الرئيس الأصغر من أمه‬
‫ومثلما فعل صدام حسين في‬ ‫على تربيتهما وتدريبهما ليكونا‬ ‫وأبيه”‪( .‬ص‪ )32‬وهو يذكرنا‬
‫حروبه العديدة‪ ،‬نرى رئيس‬ ‫ساحرين كبيرين‪ .‬وقد استخدم‬ ‫ببرزان التكريتي وهو يمتلك‬
‫جمهورية الماس يباشر دعوته‬ ‫ملامح شبيهة بشقيقه الرئيس‬
‫المخرج “لقطة بعيدة أظهرت‬ ‫حرب‪ ،‬و”يدير مكتبًا للتعذيب‬
‫للحرب ضد «مملكة أرض الغابات‬ ‫الشموع والتلاميذ‪ ..‬ولكي‬ ‫يضم صنو ًفا من آلات التعذيب‪:‬‬
‫الواقعة في الشمال منها‪ ،‬لأن‬
‫تتضخم إثارة هذا الفيلم الخرافي‬ ‫سكاكين وسواطير‪ ،‬ومسدسات‪،‬‬
‫جيرانهم أوقدوا نار الحرب من‬ ‫والمخيف‪ ،‬فقد شاهدنا الشيخ يأمر‬ ‫وغدارات‪ ،‬إضافة إلى آلي‬
‫جديد”‪( .‬ص‪ )76‬وهكذا بدأت هذه‬
‫الحرب مثلما انتهت بظهور كتابة‬ ‫من فوق منبره أن يخترق كل‬ ‫وكلاشنكوف‪ ،‬ركنت إلى الجوار‬
‫جني جسد كل تلميذ”‪( .‬ص‪)70‬‬ ‫من كرسيه الفخم”‪( .‬ص‪)33‬‬
‫مترجمة على الشاشة “استمرت‬ ‫ويسجل السرد مفاجأة مثيرة‪،‬‬
‫هذه الحرب لمدة أربع سنوات‪،‬‬ ‫ونجد سلوك الرئيس حرب‬
‫ثم انتهت بإرادة إلهية”‪ .‬ومن‬ ‫رئيس جمهورية الماس شبي ًها‬ ‫عندما نكتشف أن الرئيس حرب‬
‫الواضح ان هذه الحرب شبيهة‬ ‫بسلوك صدام حسين أثناء إلقائه‬ ‫ساحر الجهات الأربع صديق‬
‫بالحرب العراقية‪ -‬الإيرانية»‪،‬‬ ‫لخطبه أمام الناس‪ .‬إ ْذ نجده وقد‬ ‫قديم لعدوه الجديد «آرنولد»‬
‫لكن الرئيس حرب يدعو شعبه‬ ‫صعد على منصة صغيرة ورفع‬ ‫ساحر جزيرة الفردوس‪،‬‬
‫لمنازلة جديدة (ص‪“ )81‬لخوض‬ ‫ذراعه اليمين راس ًما حركة تحية‬ ‫فكلاهما “كانا تلميذين يتلقيان‬
‫حرب جديدة ضد جزيرة الذهب»‪.‬‬ ‫هتلرية‪ ،‬ر ًّدا على هتاف الشعب‬
‫(ص‪ ،)82‬وهي شبيهة بالحرب‬ ‫الذي أصيب بالجنون حين رآه‪،‬‬ ‫فنون السحر الأسود في كهوف‬
‫التي أعلنها الديكتاتور صدام‬ ‫فرفع كل فرد من أفراد الشعب‬ ‫الأبالسة”‪( .‬ص‪ )58‬وكان‬

‫حسين على الجارة الشقيقة‬
‫الكويت‪ .‬لكن الملك الفردوسي‬
‫«فيكتور بوند»‪ ،‬وهو كناية عن‬
‫النظام الدولي‪ ،‬يقرر التدخل مقابل‬
‫حصة معينة من مناجم الذهب‪،‬‬
‫وهكذا ينصر جزيرة الذهب ضد‬
‫جيش الرئيس حرب ويمطر جيش‬
‫حرب بصواريخ تتساقط من‬
‫السماء»‪( .‬ص‪“ :)8‬تواصل مطر‬
‫الصواريخ ليلة بكامل سوادها‬