Page 293 - merit 47
P. 293
291 ثقافات وفنون
كتب
صدام حسين حسن عبد الرزاق برزان التكريتي الطويل ج ًّدا ،مشك ًل مشه ًدا عني ًفا
كعنف يوم القيامة”( .ص)87
المعنى والدلالة ،كما وظف الكثير السحر وتخدير الناس ،حيث
من عناصر الفنطازيا والتغريب تجمع الناس في ساحة الاحتفالات ونلاحظ أن انسحاب جيش رئيس
في خلق بنية سردية ميثيولوجية، جمهورية الماس المهزوم شبي ٌه
كانت فيها الأحداث تدور داخل “أطلقوا عواصف أهازيجهم بانسحاب صدام حسين من
مساحة عريضة ومفتوحة ،وتخلى العاتية ،فتحول سيادته من فأر
عن توظيف لغة السرد التقليدية، الكويت .وقد صور الروائي ذلك
إلى نسر محلق”( .ص)97 بلقطة سينمائية وبلغة السيناريو:
واستبدلها بلغة السيناريو وكانت عاقبة هذه الحروب
السينمائي .ونكتشف التداخل بين المجنونة ،تما ًما مثل حروب صدام “من خلال لقطة جوية بعيدة
حسين المجنونة ،شيوع صراع (بان) نكتشف انحياز المخرج
الفيلم الداخلي «إكسير» والفيلم دموي داخلي بين أبناء شعب للفردوسيين ،حيث شوهدت
الواقعي الذي يجري في الحياة جمهورية الماس ،يتقاتل فيه الأعداد المتبقية من جنود الماس
اليومية .كما كشفت الرواية من الناس دونما سبب واضح ،وهي المهزومة تسير في طريق العودة
اي ًضا إشارة إلى استشراء العنف منكسرة ومن فوقها تتراقص
خلال هذا التوازي بين عالم الطائفي بين أبناء الشعب الواحد عشرات الطائرات”( .ص)89
الرواية السردي وعالم الاستبداد بعد سقوط الدكتاتور صدام وبصعوبة بالغة نجا الرئيس
الص َّدامي الديستوبي الذي ح َّول حرب من الموت عندما أعلن راديو
الناس إلى بيادق تتحرك بإشارة حسين. «مونت كارلو» عن إيقاف الحرب
نجح الروائي حسن عبد الرزاق بعد اندحار جيشه( .ص)92
صغيرة .ويمكن الجزم أن هذه في كتابة رواية تجريبية استثنائية
الرواية قد مهدت الطريق لنمط ونكتشف أن شيخ السحرة
ووفر لها الشروط الأساسية الزنجي هو الذي أنقذ رئيس
مغاير من التجريب الروائي للتجريب ،ومنها كسر الإيهام جمهورية الماس لأنه «مركز
الذي سيجد له حضو ًرا وتمثي ًل والاندماج بحركة الأحداث ،وجعل السيطرة الرئيسي في العالم على
القارئ طر ًفا أساسيًّا في إنتاج كل أتباعه ،وهو الموجه لهم والآمر
في تجربة الرواية العراقية في والناهي ،لذلك فهو لم يتخ َّل عن
المستقبل مريديه مهما كانت قناعته بهم».
(ص)93
وعبر تصوير كاريكاتيري
وساخر يجسد لنا الروائي حال
جمهورية الماس بعد الهزيمة،
وهي شبيهة بحالة العراق بعد
حرب الكويت“ :أعادت تلك
الحرب جمهورية الماس إلى زمن
الصحراء والبداوة :انتشرت
الخيام على امتداد أرضها لتصبح
بديلة للجواسق العالية والبيوت
الكبيرة”( .ص )94لكن إدارة
جمهورية الماس ،تما ًما مثل حال
صدام حسين ،حولت الهزيمة
الى ادعاء نصر مزيف من خلال