Page 24 - merit 45
P. 24
العـدد 45 22
سبتمبر ٢٠٢2
د.إسماعيل محمود محمد
ِس ْي ِم َيائ َّي ُة اْل َعَت َبا ِت الَّن ِّص َّي ِة..
في رواية «ال َواِر َف ِة»
لأميمة الخميس
العنوان وإن بدا في ظاهره إيجاب ًّيا وملي ًئا بالتفاؤل والبشارة إلا
أنه في جوهره مليء بالصراع الذي يحيل إلى النكوص والاضطراب
وفقدان الثقة بالذات ،ويتحول العنوان عن طريق هيمنة الانزياحات
والاستعارات من الدلالة الإيجابية المؤملة إلى الدلالة السلبية
الواقعية في صراع دراماتيك ٍّي مأساوي بين الصورة الخيالية
المتوقعة والمتوهمة وبين الصورة الحقيقية الفعلية والواقعية ،وهو
ما يعني أن هذا العنوان مفارق ،ويحتاج عند محاكمته سيميائ ًّيا إلى
ف ِك شفراته والوقوف على الدلالة المخادعة التي يحيل إليها والوعي
بالدلالة العكسية التي تتضاد مع الوارفة.
شفراته أو تعرية رموزه من دون الوقوف على النّ ِّصيَّ َة أص ٌل قوي ٌم في التأطير النقدي العتباتِ
الإشارات والإسقاطات والومضات التي تطلقها لل َّسرد الروائي ،وهي أص ٌل محوري
العتبات النصية ،وتبقى هذه الإسقاطات قادرة على لاكتشاف خطة المبدع في بناء المعمار
مناوشة المسكوت عنه وتعريته ،فض ًل عن قدرتها السردي ،والوعي بموضعية العتبات
في كشف الرموز والتنبؤ بالومضات الدالة على التي يتناس ُل منها النسيج السرد ُّي
وتتوال ُد منهما العلامات الكاشفة أصل
مجريات السرد ومقاصد المبدع وقناعاته. للوقوف على منطلقات المبدع وأهدافه
ورموزه ،والعتبات النصية لا تتبوأ هذه المكانة
إِ ْش َكا ِل َّي ُة ال ِّد َرا َس ِة َو َت َسا ُؤ َل ُت َها الرفيعة اعتبا ًطا؛ ولكنها قادرة على تعرية الإبداع
والتنبؤ بمستواه الفني بشكل دقيق؛ حيث تبقى
تسلك هذه الدراسة طريقين متجاورين في مقاربة كل العناصر الفنية للسرد :اللغة والشخصيات
العتبات النصية :الطريق الأول :الاتكاء على المقاربة
والأحداث والزمان والمكان والعقدة والحبكة
السيميائية بوصفها أسا ًسا مفصليًّا لاستكناه والحل ،محتكمة إليها ودائرة في أفلاكها ،ولا يمك ُن
أسرار السرد وفك شفراته ،وبيان إيحاءاته ورموزه
الإشارية ،وفرز ألوان التميز الإبداعي التي تشتمل استشراف السرد أو القبض على أسراره أو فك