Page 25 - merit 45

‫‪23‬‬ ‫إبداع ومبدعون‬

‫رؤى نقدية‬

‫منهج البحث‪ :‬عول ْت الدراسة على المنهج السيميائي‬ ‫عليها العناوين والمناصات السردية‪.‬‬
‫في كشف العلامات والإشعاعات والإشارات‬ ‫وأما التساؤلات التي تسعى الدراس ُة إلى الإجاب ِة‬
‫عن َها َف َت َت َمثَّ ُل في الآتي‪ :‬ما الدلالات السيميائية التي‬
‫والرموز التي تكتنف السرد وتتمدد منصهرة في‬ ‫تعكسها العتبات النصية في رواية الوارفة لأميمة‬
‫ظلاله مخلفة عوالم خاصة للمبدع والإبداع‪.‬‬ ‫الخميس؟ وما الإيحاءات والإشارات التي يحملها‬
‫عنوان الرواية‪ ،‬وما الأسرار التي تكتنفها؟ وهل‬
‫الدراسات السابقة‪ :‬لم أق ْف ِف ُح ُد ْو ِد َما ا َّط َل ْع ُت‬ ‫كان العنوان مناسبًا ومتمكنًا أو أنه تقليدي؟ وما‬
‫عليه على ِد َرا َس ٍة سيميائي ٍة َت ْطبِ ْي ِقيَّ ٍة تكشف أسرار‬
‫العتبات النصية وإشعاعاتها في الخطاب السردي‬ ‫دلالة العتبة الرئيسة في صفحة العنوان؟ وما‬
‫العلاقة بين اللوحة التي تمثل العنوان الأيقوني في‬
‫لرواية الوارفة لأميمة الخميس‪ ،‬مع الاعتراف‬ ‫صفحة الغلاف‪ ،‬وهل تتماهي اللوحة مع العنوان؟‬
‫بوجود بعض الدراسات النوعية التي درست‬ ‫و َه ْل ُي َع ُّد الاحتكا ُم إلى السيميائية في مقاربة محك‬
‫العتبات النصية وناوشتها‪ ،‬كدراسة قبيلات‪ ،‬نزار‪:‬‬ ‫العتبات النصية عم ًل نقد ًّيا وتطبيقيًّا مشرو ًعا يسهم‬
‫«العتبات النصية رواية أوراق معبد الكتبا لهاشم‬
‫غرايبة»‪ ،‬ويطول بنا المقام لو تتبعت كل الدراسات‬ ‫في كشف أسرار للسرد الكامنة ويعري شفراته‬
‫السيميائية للعنوان أو المناصات السردية؛ ولكن‬ ‫المخبوءة؟‬
‫تبقى كل دراسة سيميائية عبارة عن بصمة خاصة‬
‫وفريدة لا تتكرر؛ لأن الدرس السيميائي درس‬ ‫أَ ِه ِّم َّي ُة ال ِّد َرا َس ِة‪َ :‬ت ْر ِج ُع أهمي ُة الدراس ِة إلى كونها‬
‫تطبيقي في الأساس وهو أقرب إلى دراسة الحالة‬ ‫مقاربة سيميائية تطبيقية‪ ،‬تحتكم إلى النص السردي‬

‫وتفسيرها وف ًقا لخصوصيتها‪.‬‬ ‫في الرواية دون سواه‪ ،‬وتتخذ منه قاعدة مفصلية‬
‫خطة الدراسة‪ :‬جاء ْت هذ ِه الدراس ُة في مقدم ٍة‬ ‫لاستنطاق العتبات النصية ومناوشتها من أجل أن‬
‫تبوح بأسرارها ورموزها بوصفها أيقونة مكتنزة‬
‫ومبحثين وخاتمة وثبت بالمصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪ -‬المقدمة‪ :‬عرض ُت فيها إشكالية الدراسة‬ ‫بالإشارات والدلالات والعلامات التي تعين على‬
‫وتساؤلاتها كما تطرقت إلى أهميتها ومنهجها‬ ‫إضافة أبعاد معرفية جديدة تعين القارئ على إدراك‬

‫وأهدافها والدراسات السابقة وخطتها‪.‬‬ ‫التحولات السردية وفهم التمظهرات العلاماتية‪.‬‬
‫‪ -‬المبح ُث الأ َّو ُل‪ :‬سيميائي ُة ا ْل ُع ْن َوا ِن وإشعاعا ُته‬ ‫أهداف الدراسة‪ :‬تسعى الدراسة إلى تحقيق‬

‫ووظا ِئ ُف ُه في الرواية‪.‬‬ ‫مجموعة من الأهداف المتقاطعة والمتداخلة على هذا‬
‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬سيميائية العنوان والعتبات النصية‬ ‫النحو‪:‬‬

‫في رواية «ال َوا ِر َف ُة» ِ ُل َم ْي َم َة ال َخ ِم ْيس‪.‬‬ ‫‪ -‬إظهار طردية العلاقة بين العنوان والمبنى الحكائي‬
‫‪ -‬الخاتمة‪ :‬تضمنت النتائج المفصلية الدالة التي‬ ‫في الرواية‪ ،‬وبيان وشائج التماهي بين العنوان‬

‫تكشف عن الشفرات والإشارات في الرواية‪.‬‬ ‫والمعمار السردي‪ ،‬على أساس أن العنوان مفتاح ذو‬
‫وتع ُّد َه ِذ ِه ال ِّد َرا َس ُة َع َم ًل إِ ْن ِسا ِنيًّا يحاول تحقيق‬ ‫شفرة خفية للعمل السردي‪.‬‬
‫الاتقا ِن والإِ ْح َكا ِم‪ ،‬من خلال تقديم معالجة مبتكرة‬
‫لرصد الإشعاعات السيميائية الكاشفة للعتبات‬ ‫‪ -‬الوقوف على قدرة الروائية السعودية في تقديم‬
‫النصية‪ ،‬وقد اتخذ ْت من الدرس التطبيقي قاعدة لها‬ ‫عناوين نوعية قادرة على إثارة الأسئلة وتقديم‬
‫تنطلق منها في الكشف عن حيوية العتبات النصية‬ ‫المفاجآت‪.‬‬
‫في الرواية؛ فإن أصابت هدفها وحققت مرادها؛ فهذا‬
‫ما قصدته‪ ،‬وإن شابها شيء من النقص أو اعترتها‬ ‫‪ -‬كشف المعاني المتوقعة الواضحة والملغزة الكامنة‬
‫بََعع َعلَلْي ََيكض ِقاْيَتل ٍَنَوه ََّنأكّالْ َّنَنِتاا؛ل ََوكفإِإَمَلنا ْي َهلاَكالأَممُ َنْنطْب َل َننَاقف لَولسإِهِ َلي ْي ِر َكو ِّبما ْالَنل َاعِالصَلِي ْيشُر َين»‪،‬طا(«الن َّمر َّمبَوتَإنِانحننةي‪:‬‬ ‫في العنوان على حد سواء‪ ،‬بوصفها أص ًل علاماتيًّا‬

‫جزء من آية ‪.)4‬‬ ‫وإشهار ًّيا وإشار ًّيا وإيحائيًّا يشف عن تطورات‬
‫السرد‪ ،‬ويحيل إلى مكنونات المبدع وقناعاته؛ حتى لا‬

‫يقع القارئ من هول المفاجآت السريعة والتحولات‬
‫المتواترة في الصدمة أو الدهشة من حدوث غير‬
‫المتوقع وجريان غير المألوف‪.‬‬