Page 53 - merit 45
P. 53
51 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
أحمد بشير العيلة
(فلسطين)
الاستعارات في الفيزياء()1
قادت اللغة العربية العالم علم ًّيا قرو ًنا عديدة ،وظلت السيطرة ممتدة من
خلال تأثير العلم المنتج والمكتوب عرب ًّيا حتى يومنا هذا ،حيث هناك
مئات المصطلحات العلمية العربية لا يتسع المقال لدراستها ،ولعل
من الأهمية أن نشير إلى أن النجوم المشاهدة في السماء تتمتع بأسماء
عربية في كتب الفلك الحديثة المكتوبة بلغات أخرى إلى يومنا هذا،
ولكن السؤال هو هل تنجح العربية في المواكبة السريعة للاصطلاحات
العلمية ،وخاصة الفيزيائية موضوع المقال؟ وما السبيل إلى تدعيم
المصطلح العلمي العربي عالم ًّيا ،والترويج له؟
-لعمري – أننا في الفيزياء تقودنا الحواس نفسها كثي ًرا طوال تعاملي مع النص بأشكاله، شغلني
أمام حد ٍث إما استنباطي أو استقرائي أو واقعي سؤا ٌل محوري ،هو كيف للغة أن تصف
يتمتع في ذهن العالم بالجمالية التي تقوده إلى إيقاد
الوميض الموهوب من شهاب الإبداع ذاته الذي الحقيقة الطبيعية غير المحسوسة؟
احتك بفضاء العالم الذي سيكتب النص الفيزيائي، سوا ًء أكان هذا النص أدبيًّا أم علميًّا،
وإن قال قائ ٌل هذا كلام عن فلسفة نشوء اللغة، وباعتباري أكتب النص الأدبي منذ ما
فأين دور العربية في هذا ،فأرد بافتخار بأن الغنى يربو عن ثلاثين عا ًما ومثلها في امتهاني
والثراء الموجود في العربية يجعل النص الفيزيائي لتعليم الفيزياء ،فقد تفاعل معي الحدث
المكتوب أكثر عم ًقا واتسا ًعا وتأثي ًرا من لغا ٍت أخرى، الفيزيائي المجرد كحد ٍث جمالي يستحق أن يد َّون
بل يثبِت النص الفيزيائي الحديث عالمية اللغة بنفس الحيثيات التي ُد ِّون بها النص الأدبي،
العربية ،فالعالمية ليست فقط في تأثير اللغة على فالشاعر أو الكاتب تأسره الظاهرة الجمالية فيلمع
الآخر ،بل أي ًضا في قدرتها واستطاعتها على نقل
وترجمة الآخر إلينا ،فاللغة التي تستطيع التحرك في في ذهنه ذلك الوميض الموهوب المار في فضائه
اتجاها ٍت مختلفة هي اللغة الحية التي يمكن وصفها كشها ٍب لامع ،ثم يبدأ النص الأدبي شع ًرا كان أم
سر ًدا في التدفق متسل ًحا بمادة الخيال وبوسائل
بالعالمية.
تقنية أخرى في الكتابة لعل أهمها الاستعارات
والتشبيهات والصور اللغوية بأشكالها ،وأجد