Page 95 - merit 45
P. 95
93 إبداع ومبدعون
قصــة
-ياه وفاكر شكلي!
-حضرتك ماتتنسيش ،كنا بنترعب منك ومن
فيروز.
فتحت الجيب الخارجي للحقيبة وأخرجت الجلدة
الطويلة على شكل ثعبان ملتف حول نفسه ،فردتها
بجوار وجهه.
-قصدك دي؟
التفت إل َّي وضحك..
-لسه حضرتك محتفظ بيها؟
-مابقتش استعملها ،ماحدش بيضرب النهاردا!
-أشغل لك أغنية لفيروز؟ عارف انك بتحبها.
أدار المسجل فغنت فيروز زوروني كل سنة مرة..
سألني:
-هو ليه ماحدش مستني حضرتك؟
تردد ت قلي ًل قبل الاضطرار للكذب ،لم تطاوعني
نفسي في قول الحقيقة أن أولادي لا يرحبون
بعودتي.
-عاملها مفاجأة.
كان الطريق قد بدأ يضيق وغربت الشمس تما ًما
فأصبحت السماء مظلة رمادية ،وكانت رائحة عفن
قد هاجمت السيارة فأحسست ببوادر مغص في
بطني ورغبة ملحة في القيء:
-على بيت شبرا واللا عند حد من الولاد؟
-عارفهم؟
-أنا جارك ،بيتنا ورا بيتكم في شارع صلاح
الدين ،و الأستاذ أحمد ابنك الكبير صاحبي ،كنا
سوا في المدرسة لغاية ما اتخرجنا من الجامعة.
-إنت جامعى؟
-مدرس لغة عربية زي حضرتك وفي نفس
المدرسة ،واخد أجازة ،بس أنا فين وحضرتك فين!
هدأ من سرعة السيارة وانحرف قلي ًل باتجاه
الرصيف الأيمن وقال:
-داخلين على مفترق طرق ،مطلع الكوبري على
شبرا واللا هانروح القاهرة الجديدة عند الأاستاذ
أحمد؟
-على شبرا ..بس افتح لي الشبابيك.
-تكييف العربية شغال.
-زهقت من التكييف ،سنين طويلة ماشمتش هوا
ربنا.