Page 98 - merit 45
P. 98
العـدد 45 96
سبتمبر ٢٠٢2
َعا ِدل ال َغَّنام
اْل َع َصا ال َّط ِويَلة
الحقيقة أني كنت أرغب في هذا الأمر بشدة ،لا سيما -1-
أن جسدي الممشوق بعضلاته الطبيعية الظاهرة
كان يؤهلني لذلك. تلك الرجفة التي سرت بجسدي العاري من تحت
الجلباب الشفاف ،هل سببتها برودة يناير؟ أم أنه
-لا يا خفيف الظل! هل تعرف سيادة قائد الكتيبة؟
هذا عنوان بيته ،هنا في الإسكندرية ،تذهب في الموعد انزعاجي من عدم قدرتي على الرؤية؟!
المحدد ،ستقوم بالتدريس لأولاده. -2-
-هل أذهب بالزي العسكري أم المدني يا فندم؟
-مدني يا بني آدم ،مؤهلات وغبي لهذه الدرجة؟ -تعال يا عسكري « ِب َراهيم» ..بالخطوة السريعة.
نفذ الأمر يا عسكري ،ولا تريني وجهك إلا يوم هرول ُت نحو مكتب الصول «طايع» المختص بتوزيع
تسليم «المخلة» في نهاية خدمتك ..انصراف. الجنود المستجدين على أماكن الخدمة في الكتيبة.
وقف ُت أمامه في ثبات ،أدي ُت التحية العسكرية.
-3- -أنت مدرس؟
-نعم يا فندم.
اثنان وسبعون ساعة غدت كافية لأستعيد نشاطي، -أي من المواد ُتدرس؟
والتمتع بلذة طعام أمي المطهو في الفرن الطيني. -اللغة الإنجليزية.
قبل بزوغ فجر الأربعاء ،نهض ُت من نوم متقطع
تخللته عشرات الرؤى المفزعة .ارتديت قمي ًصا أخرج الصول من درج مكتبه ورقة بيضاء ،قصها
وردي اللون مع بنطالون من القماش الأسود. لنصفين ،ثم كتب فوق نصف منها بخط كبير رديء
حملت حقيبة خفيفة بها غيار داخلي ،أوراق وأقلام، للغاية عبارة طويلة مع رقم.
مع علبة ممتلئة بالكعك الطازج؛ سهرت أمي على -خذ يا عسكري ،اليوم السبت ،عندك إجازة 72
تجهيزه طوال الليل .قبل ُت يد أبي واستأذن ُته في ساعة ،تحمل مخلتك معك ،تحتفظ بها في بيتك ،يوم
الرحيل.
الأربعاء الساعة 11صبا ًحا تسلم نفسك في هذا
-انتظر يا « ِب َراهيم» ،هل معك ما يكفي من النقود. العنوان ،خدمتك هناك.
-سأدبر حالي يا حاج ،أنا جندي ،أدفع نصف
تذكرة في المواصلات. لم أفهم شيئًا ،سأل ُت الصول:
-اسمح لي يا حضرة الصول ،ما هذا العنوان؟ هل
تبسم أبي وأخرج من جيب جلبابه ورقة من فئة
تم توزيعي على وحدة خاصة؟