Page 161 - merit 46 oct 2022
P. 161

‫‪159‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

   ‫الحج متوجهين إليه‪ ،‬فقد يكون‬                                                                                                                                                                                    ‫يستقسمون بالأزلام ويضربون‬                                                                                                                                                                             ‫العرب أمثال رضر‪ ،‬والقليس‪،‬‬
   ‫قزح إله الرعد والبرق والغيث‪،‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        ‫وكعبة نجران‪ ،‬وسنداد‪ ،‬ورئام‬
 ‫ثم بعد ذلك يفيضون إلى المزدلفة‬                                                                                                                                                                                   ‫الأقداح عند الكعبة إذا اختصموا‬
  ‫(سميت بذلك لأنهم يزدلفون إلى‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫وبيت العزى‪ ،‬وكعبة شداد‬
     ‫الله أي يتقربون إليه) قبل أن‬                                                                                                                                                                                 ‫في أمر ما‪ ،‬ولا يكون لها سفر‬                                                                                                                                                                          ‫الأيادي‪ ،‬وذي الخلصة‪ ،‬وكعبة‬
    ‫تغرب الشمس مسرعين‪ ،‬وقد‬
  ‫استمر الإسراع حتى نهى النبي‬                                                                                                                                                                                     ‫ومقام ولا نكاح ولا معرفة حال‬                                                                                                                                                                            ‫غطفان والكثير من البنايات‬
  ‫عنه بعد الإسلام‪ ،‬وفيه يقضون‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                            ‫الأخرى‪ ،‬حاول أصحابها أن‬
‫ليلتهم متعبدين‪ ،‬بينما تكون نيران‬                                                                                                                                                                                  ‫إلا رجعت إلى القداح‪ ،‬وقد حرمها‬                                                                                                                                                                     ‫يضاهوا بها الكعبة أو حرم مكة‪،‬‬
     ‫قزح ملتهبة منتظرين شروق‬                                                                                                                                                                                      ‫الََِلوو َااغإ ْْليلُ ََّدِترس َُرملااِّدلَََّويملَِلُة«ِْبحَوُِهُامحلِّرَاونَّ َْلامِْطلُِْخيْنتن ََحِزخَعُةنِيَل َقِْري َُةوُك ََوُممَاوَاماْاَأَْلَلَأكُْْيو ََتُِلهق ُة َّواللَذ ُةَّس ُب ُع‬        ‫وتكثر الأساطير والحكايات‬
‫الشمس على ثبير‪ ،‬وهو جبل بمكة‪،‬‬                                                                                                                                                                                     ‫إِ َّل َما َذ َّك ْي ُت ْم َو َما ُذ ِب َح َع َل ال ُّن ُص ِب‬                                                                                                                                      ‫حول بناء مكة‪ ،‬وكان ينتشر بين‬
     ‫بعدها ينفرون إلى وادي ِم َنى‬                                                                                                                                                                                 ‫َذلِ ُك ْم‬  ‫ِبا ْ َل ْز َل ِم‬  ‫َِفو َأ ْسن ٌق َت” ْس(َتا ْلقما ِئس ُدمةو‪:‬ا‬                                                                                                                           ‫العرب‪-‬حتى قبل الإسلام‪ -‬أن‬
   ‫حيث يرمون الحجارة في أماكن‬                                                                                                                                                                                                     ‫‪.)٣‬‬                                                                                                                                                                               ‫النبي إبراهيم هو من بناها‪ ،‬وبداية‬
  ‫معينة هناك‪ ،‬إما رج ًما للشيطان‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫إعمار مكة بدأت مع نزول هاجر‬
  ‫كما يرى البعض أو لتغطية ذلك‬                                                                                                                                                                                     ‫وكان الحج من الأعمال الأساسية‬
   ‫المكان بالحصباء خو ًفا من زرع‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫وإسماعيل إليها‪.‬‬
  ‫المكيين له‪ ،‬وأول ما يصلون منى‬                                                                                                                                                                                   ‫المرتبطة بالكعبة‪ ،‬فكان العرب‬                                                                                                                                                                            ‫وكثرت الأقاويل حول أصل‬
   ‫يباشرون في الذبح‪ ،‬والذبح من‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫الحجر الأسود والمقام والركن‪،‬‬
 ‫الشعائر المشهورة عند الساميين‪،‬‬                                                                                                                                                                                   ‫يحجون من كل مكان إليها‪،‬‬                                                                                                                                                                                ‫فهل هي أحجار من الأحجار‬
    ‫وهو فلسفة‪ ،‬ليس مجرد عمل‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                               ‫البركانية التي يخيل للناس‬
  ‫وحشي‪ ،‬وأحد أسبابه هو إطعام‬                                                                                                                                                                                      ‫وكان هذا التوقيت من العام تقام‬                                                                                                                                                                          ‫أنها أجسام سماوية‪ ،‬ويكثر‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     ‫حولهما الكلام أيضا في المعتقدات‬
                        ‫الطعام‪.‬‬                                                                                                                                                                                   ‫فيه الأسواق التجارية‪ ،‬وتعتبر‬                                                                                                                                                                          ‫الإسلامية أنهما جوهرتان من‬
      ‫فكانوا إما يذبحون الحيوان‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     ‫الجنة‪ ،‬وأن لهما شأ ًنا عظي ًما‪ ،‬وأن‬
                                                                                                                                                                                                                  ‫الأسواق هي السبب الرئيسي في‬                                                                                                                                                                          ‫سبب أن الحجر الأسود تحول‬
        ‫ويتركون قس ًما من لحمه‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                           ‫لذلك هو مس الحائض له في‬
   ‫للوحوش‪ ،‬يقدمون ذلك لآلهتهم‬                                                                                                                                                                                     ‫وفود الحجيج إلى الكعبة‪ ،‬فكانوا‬                                                                                                                                                                      ‫الجاهلية أو أنه اسو َّد من أخطاء‬

       ‫حبًّا فيهم‪ ،‬فكان الجاهليون‬                                                                                                                                                                                 ‫يتوافدون في شوال إلى عكاظ وفي‬                                                                                                                                                                                              ‫البشر‪.‬‬
‫يذبحون الحيوانات ويعطون جز ًءا‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        ‫وبالنسبة للمقام على أغلب الظن‬
  ‫للضيوف والمساكين وشيئًا منها‬                                                                                                                                                                                    ‫العشرين من ذي القعدة تذهب‬                                                                                                                                                                           ‫يأخذ تلك القداسة بسبب علاقته‬
‫َلََِنفوَّلَلَِآِهللصَذ ِيَماهيبًَّةمالِ‪،‬اِصَُفَشذُوَلقََربارإَأَُِلهكَاوذلِاامِئ َناَناَنهل َّاَزَذلِفْلال َمََاِحوت ََّْرملِاَكالِاثآِب َََيكنزاَةوْعلاَِنْ ِ«مَُل َشِِْهون ََّرَْمَلعِ َجاك َاعِم ِئلُ ِهواْم‬                                                                                                                                                                                                    ‫بالنبي إبراهيم‪ ،‬فيقولون إنه وقف‬
                                                                                                                                                                                                                              ‫جماعتهم إلى مجنة‪.‬‬
  ‫َف ُه َو َي ِص ُل إِ َل ُش َر َكا ِئ ِه ْم َسا َء َما‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫عليه أثناء بنائه للكعبة‪.‬‬
        ‫َي ْح ُك ُمو َن”(الأنعام‪.)١٣٦ :‬‬                                                                                                                                                                           ‫تقوم سوقه عشرة أيام ثم يهل‬                                                                                                                                                                            ‫ونجد أن تعظيمهم في الإسلام‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫ليس وليد الإسلام ذاته بل هو‬
‫وكانوا يرون في التضحية عاملين‪:‬‬                                                                                                                                                                                    ‫ذو الحجة فيسيرون إلى ذي‬                                                                                                                                                                              ‫إحدى معتقدات العرب المتوارثة‬
‫أو ًل انتقال دم الضحية إلى المعبود‪،‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫قبل الإسلام وقد أقرها الإسلام‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                  ‫المجاز‪ ،‬وهو موضع على فرسخ‬
      ‫لذا كانوا يصبون الدماء على‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                           ‫والسدنة أي ًضا من الأعمال‬
  ‫رؤوس الأصنام تسكينًا لغضب‬                                                                                                                                                                                       ‫من عرفة تقوم سوقه ثمانية أيام‬                                                                                                                                                                      ‫المرتبطة بالبيت الحرام‪ ،‬والسادن‬

                                                                                                                                                                                                                  ‫حتى الثامن من ذي الحجة‪ ،‬وهو‬                                                                                                                                                                              ‫هو القائم بأعمال الحجابة‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫والسدنة كانوا هم الوسيط بين‬
                                                                                                                                                                                                                  ‫يوم التروية (سمي بذلك لأنهم‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫الناس والآلهة‪ ،‬وأي ًضا القداح‬
                                                                                                                                                                                                                  ‫يرتوون من الماء ويملأون أوعيتهم‬                                                                                                                                                                       ‫كانت مرتبطة بالكعبة‪ ،‬فكانوا‬

                                                                                                                                                                                                                  ‫لما بعده إذ لا ماء في عرفة) ثم‬

                                                                                                                                                                                                                  ‫يتركون ذا المجاز في التاسع من‬

                                                                                                                                                                                                                  ‫الشهر ويذهبون إلى عرفة للوقوف‬

                                                                                                                                                                                                                                                 ‫بعرفة‪.‬‬

                                                                                                                                                                                                                  ‫ويرى بعض المستشرقين أن‬

                                                                                                                                                                                                                  ‫وقوفهم يشبه منظر الذين يلتفون‬

                                                                                                                                                                                                                  ‫حول المذبح في خشوع‪ ،‬أو‬

                                                                                                                                                                                                                  ‫كوقوف اليهود على جبل سيناء‪،‬‬

                                                                                                                                                                                                                  ‫وغير معروف بالتحديد من هو‬

                                                                                                                                                                                                                  ‫إله الجاهلية الذي يقومون بشعائر‬
   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166