Page 163 - merit 46 oct 2022
P. 163

‫‪161‬‬                           ‫تجديد الخطاب‬

‫ال ِلعالَّدهََية ْهُزَِدم ِّيا َني َاحَل ْلَُّرهَقَْممْواَم ُلَّسا ُلْلو َُكءَفا ُيَأِف ِْعِرحلَُّيماوَنالِ»ِه َمْما(ا َلوَتاح َولّرَّبَُلمة‪:‬‬
                         ‫‪.)٣٧‬‬

‫فالأشهر الحرام متعارف‬

‫عليها لدى العرب الجاهليين‬

‫قبل الإسلام‪ ،‬وكانوا يمنعون‬

‫فيها القتال ليتمكنوا من إقامة‬

‫الأسواق في أشهر معينة‪ ،‬ويتم‬

‫فيها الحج ووفود القبائل إلى‬

‫مكة للتجارة‪ ،‬فكان الحج موسم‬

‫التجارة الأساسي لدى العرب قبل‬

                              ‫الإسلام‪.‬‬

‫والحمس هو التشدد في الدين‪،‬‬

‫والحمس هم قريش‪ ،‬كانوا‬

‫يتباهون أنهم من بني إبراهيم‬

‫ويتفاخرون بأنهم قاطنو مكة‪ ،‬وقد‬

‫ابتدعوا أمو ًرا لم تكن موجودة‬
‫آنذاك في الحج وفرضوها على‬

‫أنفسهم‪ ،‬فإذا نسكوا لم يدخلوا‬

‫البيوت من أبوابها‪ ،‬وهذا مشار‬
      ‫إليه بالآية « َو َل ْي َس ا ْلبِ ُّر ِب َأن‬
  ‫َت ْأ ُتوا ا ْل ُب ُيو َت ِمن ُظ ُهو ِر َها َو َٰل ِك َّن‬                                                                                    ‫المسلمون فوق جبل عرفة‬
‫اَأ ْْلببَِو َّار ِب ََمها ِن َواا َّت َّتَق ُقىوا َاوأْل َُّت َلوا َلاَع ْللَّ ُبُكُي ْمو َُتتْفلِ ِمُحْنو َن”‬
‫(البقرة‪ ،)١٨٩ :‬وكانوا لا يمسون‬                                                                                                                         ‫ذلك في الألفاظ والصيغة‪.‬‬                                            ‫يخلعون ملابسهم فإذا انتهى‬
                                                                                                                                                    ‫النسيء والحمس كانت أي ًضا‬                                              ‫الطواف ارتدوها‪ ،‬ثم صنعت‬
‫النساء ولا الطيب ولم يسلوا‬                                                                                                                        ‫من الأعمال المرتبطة بالحج عند‬
                                                                                                                                                ‫العرب‪ ،‬فالنسيء هو أنهم يحلون‬                                                  ‫قريش (الحمس) ملابس‬
‫سمنًا ولا ادخروا لبنًا ولا أكلوا‬                                                                                                                  ‫بعض الأشهر الحرم ويحرمون‬                                               ‫مخصصة للحجاج‪ ،‬عبارة عن‬
‫لح ًما‪ ،‬ولا يحل لهم أن يأكلوا‬                                                                                                                   ‫غيرها من الشهور‪ ،‬لأنهم كانوا لا‬                                         ‫مآزر غير مخيطة‪ ،‬وكان من لا‬
‫طعا ًما اتوا به من الحل إلى الحرم‪،‬‬                                                                                                                ‫يستطيعون الامتناع عن الحرب‬                                          ‫يقدر على شراء تلك المآزر يطوف‬
    ‫ونجد بعض الأعمال المشابهة‬                                                                                                                      ‫والإغارة ثلاث شهور متتالية‪،‬‬                                             ‫عريا ًنا‪ ،‬وقد يكون هذا يشبه‬
                                                                                                                                                                                                                          ‫ملابس الإحرام بعد الإسلام‪.‬‬
‫لذلك في الإسلام قد حرمت في‬                                                                                                                            ‫فكانوا يفعلون ذلك ليحلُّوا‬                                       ‫وتلبيتهم كانت تختلف من قبيلة‬
                                                                                                                                               ‫لأنفسهم المحرم‪ ،‬لأن الإغارة كانت‬                                          ‫إلى قبيلة‪ ،‬فقريش ونزار تقول‬
‫فترة الإحرام كالتطيب‪ ،‬والجماع‬                                                                                                                                                                                           ‫“لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك‬
‫كما في هذه الآية بعض‪“ :‬ا ْل َح ُّج‬                                                                                                                  ‫من الأسباب الرئيسية عندهم‬                                         ‫لك تملكه وما ملك”‪ ،‬وثقيف تقول‬
‫َأ ْش ُه ٌر َّم ْعلُو َما ٌت َف َمن َف َر َض ِفي ِه َّن‬                                                                                             ‫للارتزاق‪ ،‬وقد حرم الإسلام‬                                             ‫“لبيك اللهم إن ثقي ًفا قد أتوك‬
‫ا ْل َح َّج َف َل َر َف َث َو َل ُف ُسو َق َو َل‬                                                                                                  ‫النسيء «إِ َّن َما ال َنّ ِسي ُء ِز َيا َد ٌة ِف‬
‫َت ْف َعلُوا ِم ْن َخ ْي ٍر‬   ‫اِلفَّ ُلا ْل َوَحَت َِّزج َّو َ ُود َمواا‬  ‫ِج َدا َل‬                                                            ‫ا ْل ُك ْف ِر ُي َض ُّل ِب ِه ا َلّ ِذي َن َك َف ُروا ُي ِحلُّو َن ُه‬        ‫واخلفوا المال وقد رجوك”‪.‬‬
‫َفإِ َّن َخ ْي َر ال َّزا ِد‬                                              ‫َي ْع َل ْم ُه‬                                                           ‫َعا ًما َو ُي َح ِّر ُمو َن ُه َعا ًما لِ ُي َوا ِط ُئوا‬           ‫ولم تختلف التلبية في الإسلام عن‬
‫التَّ ْق َوى َوا َّت ُقو ِن َيا أُو ِل ا ْ َل ْل َبا ِب”‬
   158   159   160   161   162   163   164   165   166   167   168