Page 164 - merit 46 oct 2022
P. 164

‫العـدد ‪46‬‬                                                      ‫‪162‬‬

                                   ‫أكتوبر ‪٢٠٢2‬‬

‫المسرة على قلوب الآلهة وترضيها‪،‬‬     ‫منهم يعرف شكل للصلاة نتيجة‬                                          ‫(البقرة‪ ،)١٩٧ :‬وكان الحمس‬
   ‫وقد تكون صلاة قريش شبيهة‬         ‫اختلاطهم مع اليهود والنصارى‪،‬‬                                     ‫لا يحضرون عرفة وإنما يقفون‬
                 ‫بهذه الصلوات‪.‬‬     ‫ولكن أغلب الجاهليين لم يكن لهم‬                                   ‫بالمزدلفة‪ ،‬ولما رأى أحد الصحابة‬
     ‫وقت الصلاة‪ :‬والصلوات في‬                                                                           ‫رسول الله واق ًفا بعرفة تعجب‬
                                     ‫صلاة بأركان وحركات محددة‬                                      ‫لأنه قريشي‪ ،‬فكيف يساوى نفسه‬
‫أغلب الأديان ترتبط بأوقات معينة‬       ‫يقومون بها‪ ،‬فأغلب الظن أنهم‬                                     ‫بسائر الناس‪ ،‬فنزلت الآية «ث َّم‬
‫أغلبها مرتبطة بالشروق والغروب‪،‬‬       ‫كانوا على دراية بوجود الصلاة‬                                     ‫َأ ََّروِفٱيِح ْيُس ٌَضتم ْ»وغاْ ِف( ُراِملوْباْنقٱرَحلةَّْي‪َ:‬ل ُإثِ‪ََّ ٩‬أن‪َ٩‬فٱا‪١‬ل) َّ‪َ َ.‬لض َغٱ ُفلنَّوا ٌر ُس‬
                                   ‫كطريقة للتواصل مع الإله‪ ،‬فكانت‬
 ‫وذلك بسبب عدم معرفة الإنسان‬       ‫صلاتهم عبارة عن أنهم ويطوفون‬                                            ‫الصلاة‬
  ‫القديم ظبط الوقت وأي ًضا بسبب‬        ‫عراة حول الكعبة ويصفقوون‬
                                    ‫ويصفرون‪ ،‬وقد تكون هذه الآية‬                                        ‫شكل الصلاة‪ :‬ولم يكن الحج‬
   ‫تقديسه للأجرام السماوية ولا‬      ‫إشارة إلى ما كانت عليه صلاتهم‬                                       ‫فقط في الإسلام هو تكرار لما‬
 ‫سيما الشمس والقمر‪ ،‬وهما أبرز‬        ‫« َو َما َكا َن َص َل ُت ُه ْم ِعن َد ا ْل َب ْي ِت إِ َّل‬       ‫كان موجود قبله‪ ،‬فالصلاة من‬
  ‫الأجرام ظهورا في الليل والنهار‪،‬‬   ‫ُم َكا ًء َو َت ْص ِد َي ًة َف ُذو ُقوا ا ْل َع َذا َب ِب َما‬       ‫أساسيات كل الأديان تقريبًا‪،‬‬
  ‫فأوجبت الماجوسية على من بلغ‬         ‫ُكن ُت ْم َت ْك ُف ُرو َن” (الأنفال‪،)٣٥ :‬‬                          ‫ولكن يختلف شكل الصلاة‬
                                      ‫فلم تكن صلاتهم صلاة تبجيل‬                                         ‫وطريقة أدائها من دين لدين‪،‬‬
     ‫من متبعيها ثلاث صلوات في‬         ‫واحترام تدل على تقدير إنسان‬                                       ‫فمنها ما يعتمد على الحركات‬
 ‫الصباح والعصر والمغرب وأي ًضا‬     ‫لإلهه‪ ،‬ولكن هذا النوع من الصلاة‬                                 ‫ومنها ما يكون مجرد تأمل‪ ،‬وحتى‬
‫صلاة الفراش‪ ،‬وفرضت اليهودية‬            ‫كان معرو ًفا في بعض الأديان‬                                     ‫العرب قبل البعثة كان البعض‬
‫على معتنقيها خمس صلوات يومية‬         ‫التي كانت تؤدي صلاتها بغناء‬
 ‫(صلاة الصبح وصلاة الليل عند‬       ‫وموسيقى ورقص ظنًّا أنها تدخل‬
‫النهوض وعند النوم (شماع) وهي‬
 ‫فقرات تقرأ فيها فقرات معينة من‬    ‫الصوفيون يحجون على جبل حميثرة في مرسى علم‬
  ‫التوراة وتبتدىء بكلمة الشهادة‬
 ‫وهي (يشمع يسرئيل) أي اسمع‬
‫يا إسرائيل‪ ،‬وثلاث صلوات أخرى‬
  ‫اسمها تفيلة في الصبح والعصر‬
 ‫والمغرب‪ ،‬وصلاة رأس‬
   ‫كل شهر (عرف هذا‬

    ‫النوع عند المجوس‬
    ‫والهنود والشعوب‬
 ‫الأوروبية)‪ ،‬وصلوات‬
 ‫في المناسبات والأعياد‬
   ‫ونهاية أيام الصوم‪،‬‬

       ‫وصلاة الجنائز‪،‬‬
  ‫وصلاة السبت بمثابة‬

      ‫صلاة الجمعة عند‬
              ‫المسلمين‪.‬‬

  ‫وفي الإسلام قبل فرض‬
       ‫الصلوات الخمسة‬

   ‫هناك مرويات تقول إن‬
  ‫النبي كان يؤدي ركعتين‬

    ‫في النهار اسمها صلاة‬
   159   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169