Page 159 - merit 41- may 2022
P. 159

‫‪157‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

 ‫كنت من اللي لقطوا الموجة وبدأت‬    ‫عبد الرحيم الشعراوي‬
   ‫أدور في الجرايد والمجلات على‬
   ‫أي مقالة دينية‪ ،‬وشوية شوية‬      ‫جنب الكرسي لما أشوف آخرتها‪..‬‬          ‫المياه فقط‪ .‬بما إني كنت قاعدة‬
   ‫عرفت إن فيه جريدة أسبوعية‬           ‫‪ -‬ابني مش بيصلي يا مولانا‬       ‫جنبه قبل العشاء فرجعت قعدت‬
    ‫اسمها اللواء الإسلامي‪ ،‬ودي‬           ‫وتعبت وأنا أنصحه بيقولي‬      ‫جنبه تاني على نفس الفوتيي زي‬
                                                                       ‫ما يكون الكل فهم إن دا مكاني‪.‬‬
‫كانت البداية الحقيقية اللي شقلبت‬     ‫حاضر بس مش بيصلي نهائيًّا‪،‬‬        ‫الشيخ شكله تعبان أو يمكن تقل‬
   ‫دماغي‪ ..‬وبدأت أفكر وأتساءل‬         ‫اعمل معاه ايه؟ أنا خايفة ربنا‬
                                      ‫يغضب عليه وما يوفقوش في‬            ‫في الأكل‪ ..‬أو يمكن البامية الله‬
 ‫وأكتشف‪ .‬كان الإسلام في أوائل‬                                             ‫يجازيها مغرية وما يتشبعش‬
   ‫التمانينيات لا يتعدي الصلوات‬                            ‫حياته!!‬    ‫منها والشيخ أكل منها زيادة عن‬
                                                         ‫‪ -‬ادعيله!‬    ‫المسموح به صحيًّا! وفيه احتمال‬
 ‫المفروضة‪ ،‬وغالبًا كبار السن اللي‬   ‫ماما سكتت شوية زي ما تكون‬              ‫يكون إبراهيم التزم باللحمة‬
  ‫منتظمين فيها‪ ،‬وصلاة الجمعة‪،‬‬            ‫مستنية يكمل كلام ويديها‬         ‫البتلو إنما خد راحته في قدحة‬
 ‫وغالبًا الرجال بس اللي بيروحوا‬     ‫نصائح وإرشادات عشان أخويا‬          ‫البامية واتوصى بالسمنة وزود‬
      ‫يحضروا الصلاة والخطبة‪.‬‬       ‫يصلي‪ ،‬بس لمَّا لقته اكتفي بالكلمة‬  ‫في الكزبرة فحصل انتفاخ في بطن‬
    ‫وصيام رمضان اللي كان عيد‬       ‫دي‪ ..‬تسكت هي؟! لا ما تسكتش!‬
     ‫في حد ذاته أكتر منه عبادة‪..‬‬            ‫‪ -‬ادعيله إنت يا مولانا‪.‬‬                           ‫مولانا‪.‬‬
                                   ‫وفع ًل الشيخ دعا لأخويا إن ربنا‬        ‫فضل الشيخ ساكت وصوت‬
‫والحج اللي كان متاح لغالبية فئات‬   ‫يحبب إليه الصلاة ويهديه لطاعة‬
 ‫المجتمع وبردو غالبًا مش بيأديه‬    ‫الله‪ .‬وماما انبسطت آخر انبساط‬                         ‫نفسه عالي‪..‬‬
  ‫غير كبار السن‪ ..‬غير كدا كانت‬         ‫إن الشيخ دعا لابنها رغم إن‬           ‫وبعدين؟ ايه الورطة دي؟!‬
   ‫الحياة عادية والستات لابسين‬       ‫مر على الدعوة دي تلاتين سنة‬          ‫مابدهاش أنا لازم أبدأ المهمة‬
    ‫بنص كم ولحد الركبة عادي‪،‬‬             ‫وأخويا بردو ما بيصليش!‬
     ‫والجدات ممكن يرموا طرحه‬            ‫في الحقبة دي كان الإسلام‬                      ‫وانهيها بسرعة‪.‬‬
   ‫خفيفة وشفافة على راسهم من‬          ‫المصري هو السائد وما كانش‬       ‫ولكن‪ ..‬تأتي الرياح بما لا تشتهي‬
                                      ‫لسة الإسلام الوهابي بان علي‬
‫باب الوقار مش أكتر‪ ،‬وأغاني عبد‬     ‫الساحة‪ ،‬بس كانت بشايره بدأت‬          ‫السفن وتجيلي الطعنة من أقرب‬
  ‫الحليم وأم كلثوم وعدوية كانت‬     ‫تظهر هنا وهناك على خفيف‪ ،‬وأنا‬       ‫الناس ليا‪ ،‬من أمي ذات نفسها!!‬

‫لسة حلال! والاختلاط في الجامعة‬                                                 ‫‪ -‬قعديني مكانك يا لميا‪.‬‬
  ‫كان طبيعي ج ًّدا! وكان وارد إن‬                                         ‫دا إيه الحظ النحس دا؟ وطب ًعا‬
 ‫شاب وبنت يحبوا بعض من غير‬                                             ‫قمت بس غلست وفضلت واقفة‬
   ‫ما الدنيا تخرب‪ ..‬وفي المصايف‬
 ‫الستات بتلبس مايوهات من غير‬
  ‫ما يتبص لجوزها على إنه ديوث‬
 ‫وناقص نخوة ورجولته بعافية!!‬
   ‫أذكر إني لحد ثانوية عامة وأنا‬
 ‫بلبس مايوه بيكيني وماما عشان‬
 ‫ست محترمة كانت بتلبس مايوه‬
 ‫عادي‪ ،‬لكن بتصلي فروضها هي‬
                 ‫وبابا بانتظام‪..‬‬
     ‫واخي ًرا ماما سابتلي الكرسي‬

‫ورجعت قعدت جنب الشيخ تاني‪.‬‬
                 ‫‪ -‬قولي يا لميا‪..‬‬
   154   155   156   157   158   159   160   161   162   163   164