Page 161 - merit 41- may 2022
P. 161

‫‪159‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

  ‫يدعي واحنا نأمن‪ ،‬سمعت ناس‬         ‫في حاله‪ ،‬بس السؤال دا تحدي ًدا‬       ‫محاضرة من غير ذرة تردد أو‬
‫بدأ صوتها يرجف وتعيط‪ ،‬حاولت‬           ‫كان لازم آخد عليه إجابة لأن‬       ‫تأنيب ضمير! اللي هو «الصياعة‬
                                      ‫صاحبتي اللي بتحب مسيحي‬
    ‫أعيط أنا كمان عشان منظري‬                                             ‫فينا بس ربنا هادينا»! ونخرج‬
  ‫ما يبقاش وحش‪ ،‬يعني متبرجة‬       ‫ممكن تغتالني وبعدين تنتحر‪ ،‬لو‬        ‫ناكل في أي مكان أنا وصاحباتي‬
 ‫وكمان ما باعيطش‪ ،‬ما يصحش!‬          ‫ما رجعتلهاش بإجابة!! الحقيقة‬       ‫الأنتيم‪ ،‬إنما كنت عارفة إني هلم‬
   ‫بس ما انكرش إن صوته أثناء‬      ‫هما كانوا صاحبتين عندهم نفس‬         ‫اللي فاتني في المحاضرة بسهولة‪..‬‬
‫الدعاء يؤثر في القلب ويرققه‪ ،‬ودا‬  ‫المشكلة‪ ،‬بس واحدة منهم انتيمتي‬       ‫كان الحجاب تقريبا مش موجود‬
‫يفسر اختيار الدعاء بصوته وراء‬
                                      ‫ج ًّدا ومعايا ليل ونهار ونهار‬        ‫في قسم اللغة الفرنسية لا في‬
          ‫كل أذان في التلفزيون‪.‬‬       ‫وليل‪ ،‬والتانية صاحبتي بس‬        ‫الطلبات إلا طالبة أو اتنين بالكتير‪،‬‬
 ‫خلص الدعاء ويبدو أن الشيخ لم‬        ‫علاقتي بيها عادية‪ ،‬ومشكلتها‬
                                    ‫ما كانتش شاغلاني لأن الشاب‬             ‫ولا في ستاف التدريس اللهم‬
       ‫ينسني وأن سؤالي شغله‪:‬‬        ‫المسيحي اللي بتحبه اتفق معاها‬        ‫إلا دكتورة واحدة كانت بتدينا‬
    ‫‪ -‬لو آمنوا بكتابنا لزوجناهم‬     ‫إنه هيشهر إسلامه قبل الجواز‪،‬‬
                                  ‫فخلاص هي مكملة معاه والحياة‬                         ‫‪!phonétiques‬‬
                        ‫ببناتنا!‬                                        ‫وفي خضم هذه الحياة الصاخبة‬
                      ‫بس كدا؟‬                    ‫بقي لونها بمبي‪.‬‬         ‫اللي بتتناقض تما ًما مع التوجه‬
                ‫تاني بس كدا؟!‬          ‫مجرد ما سألت الشيخ وهو‬
       ‫الشيخ قالي الكلمتين دول‬       ‫سكت شوية وغالبًا كان بيلعن‬              ‫السري بتاعي أخدت قرار‬
   ‫وبان عليه إنه خلاص بيستعد‬          ‫الساعة اللي قالي فيها تعالي يا‬   ‫الحجاب‪ ،‬وكنت عارفة إن قراري‬
  ‫للمغادرة‪ ،‬وأنا وقعت في حيص‬        ‫لمياء! لقيت واحد ومراته جايين‬     ‫دا مش هيكون سهل على اسرتي‪،‬‬
   ‫بيص‪ .‬يعني إيه؟ هارجع أقول‬            ‫ناحية الشيخ وبيطلبوا منه‬
    ‫للغلبانة صاحبتي إيه؟ نفسي‬      ‫يدعيلهم إن ربنا يرزقهم بالذرية‬         ‫فقررت أقول لبابا الأول لأني‬
  ‫أناقشة‪ :‬ليه لازم يؤمن بكتابنا؟‬      ‫لأنهم بقالهم سنين متجوزين‬         ‫عارفة إنه رغم جديته وصرامته‬
‫ما هو نفسه من أهل الكتاب! طب‬      ‫وما خلفوش! لميت نفسي وسكت‬             ‫إلا أنه مش بيجبرني على حاجة‬
‫ليه من حق المسلم يحب مسيحية‬        ‫وقلت في سري حقهم بردو‪ ،‬بس‬          ‫وبيحترم اختياراتي! بابا لما اتأكد‬
  ‫ويتجوزها ويعيشوا حياتهم في‬        ‫يا ريت بسرعة عشان انا عندي‬
    ‫سعادة ومش من حق المسلمة‬        ‫أسئلة كتير! بس جه صوت طنط‬             ‫إني فكرت كويس قبل ما أقرر‬
    ‫تتجوز حبيبها المسيحي؟ طب‬       ‫منال من بعيد قضي على أملي في‬       ‫قال لي براحتك‪ ،‬اعملي اللي يريحك‪.‬‬
  ‫وبابا اعمل إيه معاه؟ واعمل إيه‬        ‫إني أرجع استفرد بالشيخ!‬
     ‫في الخمرة اللي بيهادي بيها؟‬      ‫‪ -‬ادعيلنا كلنا يا مولانا‪ ،‬كلنا‬       ‫إنما اللي عملته ماما فيَّا وكم‬
   ‫وقام الشيخ برفقة عبد الرحيم‬                                         ‫التوبيخ والإهانات اللي رصتهالي‬
 ‫ابنه والكل قام لتوديعه‪ ،‬واقترب‬                  ‫محتاجين دعاءك!‬
  ‫أحد الضيوف ليقبل يده‪ ،‬ولكنه‬          ‫ولقيت الناس كلها قعدت في‬           ‫كان كافي إني ألغي الفكرة‪ ،‬أو‬
     ‫رفض بحدة! وانا ما لحقتش‬      ‫مكانها بوقار وسكينة وبدأ الشيخ‬          ‫بمعني أصح أأجلها لحد تالتة‬
   ‫أشكره‪ ..‬وخلصت حكايتي مع‬          ‫الدعاء بصوته الأجش والمحبب‬
   ‫الشعراوي‪ ،‬وبدأت حكايتي مع‬            ‫لنا وليا أنا شخصيًّا وقتها!‬                           ‫جامعة!‬
‫شيوخ الوهابية والسلفية ودخلت‬         ‫وهو يدعي واحنا نأمن! كانت‬         ‫‪ -‬معلش يا مولانا عندي سؤالين‬
                                     ‫اختياراته لمفردات الدعاء دائما‬
                        ‫المفرمة‬     ‫بتفاجئني‪ ،‬كان بيدعي بطريقته‬                               ‫تانيين‪..‬‬
                                       ‫هو وبكلماته هو‪ ،‬وما كانش‬       ‫الشيخ بصلي وبصراحة وشه كان‬
                                   ‫بيردد أدعية مأثورة! فضل كتير‬
                                                                           ‫جميل ومريح وكله ترحيب‪:‬‬
                                                                        ‫‪ -‬ينفع مسلمة تتجوز مسيحي؟‬

                                                                               ‫‪-6-‬‬

                                                                               ‫الشيخ شكله زهق مني‪،‬‬
                                                                       ‫وبصراحة معاه حق‪ ،‬ما أنا عاملة‬
                                                                       ‫زي القراضة مش راضية أسيبه‬
   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166