Page 200 - merit 41- may 2022
P. 200

‫العـدد ‪41‬‬                            ‫‪198‬‬

                                ‫مايو ‪٢٠٢2‬‬                        ‫في التوراة بما هو موجود‬
                                                                    ‫بالفعل في فلسطين وما‬
‫تساعدهم في أحد؟! إن المبدأ لا‬    ‫تقضي بأن سيناء لم تعرف‬
‫ينتصر بذاته بل بمعتنقيه وما‬          ‫البراكين طوال تاريخها‪.‬‬    ‫حولها‪ ،‬ويذكر ما انتهوا إليه‬
                                     ‫إذن يفرق الدكتور سيد‬      ‫من أن البحث في هذه المسألة‬
  ‫يتوسلون به إلى النصر من‬           ‫القمني بين التاريخ ‪-‬من‬
 ‫أسباب مادية ملموسة يحكم‬                                          ‫من الناحية الأركيولوجية‬
                                ‫حيث إنه علم مادي‪ -‬والدين‪،‬‬            ‫قد فشل فش ًل ذري ًعا‪،‬‬
     ‫عليها بالخطأ والصواب‪.‬‬           ‫وهي فكرة نبه إليها طه‬
 ‫وفي حديثه عن غزوة بدر في‬            ‫حسين من قبل في كتابه‬          ‫مما دفع بالدكتور كمال‬
  ‫كتابه ذائع الصيت «حروب‬            ‫«في الشعر الجاهلي» عام‬      ‫الصليبي‪ ،‬أحد المتخصصين‬
                                                                ‫في تاريخ الأديان‪ ،‬أن يخرج‬
   ‫دولة الرسول» يقارن بين‬        ‫‪ ،1926‬والتفت إليها أستاذنا‬
     ‫الجيشين‪ :‬جيش قريش‬             ‫الدكتور أحمد هيكل وزير‬          ‫بنظرية تقول بأن مكان‬
                                  ‫الثقافة الأسبق وعميد كلية‬     ‫إسرائيل كان غرب ّي جزيرة‬
  ‫وجيش النبي صلى الله عليه‬                                       ‫العرب في منطقة عسير في‬
    ‫وسلم‪ ،‬وما أحاط بكليهما‬       ‫دار العلوم في مقال له تحت‬
                                   ‫عنوان‪« :‬كتاب الدكتور طه‬        ‫كتابه المترجم عن نسخته‬
‫من أحداث وممهدات وتهيئة؛‬            ‫حسين في الشعر الجاهلي‬     ‫الإنجليزية المترجمة عن أصله‬
‫فيقدم جيش قريش أكثر عد ًدا‬      ‫ماذا بقي منه؟ مثبت في كتابه‬
                                   ‫«في الأدب واللغة» الصادر‬      ‫الألماني‪ -‬إلى العربية تحت‬
    ‫في مقابل جيش المسلمين‬           ‫عن دار غريب في ‪،2010‬‬         ‫عنوان‪« :‬التوراة جاءت من‬
  ‫الأقل عد ًدا‪ ،‬ويرصد طبيعة‬     ‫ويتفرع عن هذا الأصل الذي‬       ‫جزيرة العرب»‪ ،‬وأن القبائل‬
  ‫جيش قريش غير المنسجمة‬         ‫ينتظم كتبه كلها تفاريق أُخر‪،‬‬      ‫الإسرائيلية القديمة قبائل‬
‫التي خرجت رد فعل للتعرض‬         ‫كتفريقه بين الواقع والمعجزة‪،‬‬
  ‫لقافلتها وسط أصوات رأت‬            ‫والدين والوطن‪ ،‬وأسباب‬          ‫عربية قحة‪ ،‬مستن ًدا على‬
   ‫عدم الخروج كبني ُز ْهرة‪،‬‬                                   ‫التوافق بين ما وجده في هذه‬
   ‫وفي ظل كراهة بني هاشم‬             ‫النزول بالمعنى المتوراث‬
‫محاربة ابنها محمد صلى الله‬       ‫وبالمعنى الواسع الذي يدعو‬       ‫المنطقة من أسماء وأسماء‬
 ‫عليه وسلم‪ ،‬ووسط حالة من‬          ‫إليه في إطار بحث الأوضاع‬    ‫الأماكن التوراتية‪ ،‬مع التسليم‬
    ‫الرؤى تضعف الروح‪ ،‬في‬
   ‫بيئة تؤمن بالرؤى‪ ،‬كرؤية‬            ‫السياسية والاجتماعية‬      ‫بالتحريفات اللغوية الناتجة‬
‫عاتكة بنت عبد المطلب‪ ،‬ورؤية‬        ‫والاقتصادية التي خاطبها‬     ‫عن النحت والتركيب المزجي‬
‫جهيم بن الصلت مصرع الملأ‬
  ‫من قريش‪ :‬عتبة بن ربيعة‪،‬‬                           ‫الوحي‪.‬‬       ‫والقلب المكاني‪ ،‬الأمر الذي‬
                                    ‫وعلى أساس التفريق بين‬     ‫استبعده الدكتور سيد القمني‬
     ‫وشيبة بن ربيعة‪ ،‬وأبي‬           ‫الواقع والمعجزة يدعو إلى‬
  ‫الحكم ابن هشام‪ ،‬وأمية بن‬           ‫قراءة التاريخ الإسلامي‬        ‫وفنده بطريقته العلمية‪،‬‬
  ‫خلف‪ ..‬وما كان من توجس‬             ‫قراءة فكرية ترصد العلل‬         ‫كتفنيده اقتناع الصليبي‬
‫القوم من كنانة رغم تطمينات‬           ‫والأسباب وفقا لقوانين‬    ‫بفكرة الرب البركاني «يهوه»‬
 ‫سراقة بن مالك‪ ،‬ويقول‪ :‬لقد‬      ‫المكسب والخسارة‪ ،‬والهزيمة‬          ‫التي جاءته من نصوص‬
 ‫خرجت قريش محتفلة بنجاة‬         ‫والنصر؛ فالمسلمون انتصروا‬       ‫التوراة التي تقضي –حسب‬
                                                               ‫قراءة القمني‪ -‬بأنه «لم يكن‬
     ‫قافلتها استعادة لهيبتها‬           ‫في غزوة بدر لأسباب‬      ‫أكثر من بركان أو على الأقل‬
 ‫التجارية وسط العرب‪ ،‬وهو‬          ‫بشرية‪ ،‬وانهزموا في غزوة‬         ‫أن البركان كان أبرز رمز‬
 ‫ما عبر عنه الحكم ابن هشام‬          ‫أحد لأسباب بشرية‪ ،‬وإلا‬     ‫تجلى فيه‪ ،‬وهو البركان الذي‬
                                                                  ‫توجه إليه الخارجون من‬
     ‫في رواية الطبري‪« :‬والله‬          ‫‪-‬والكلام للقمني‪ -‬لماذا‬   ‫مصر بقيادة موسى النبي»‪،‬‬
      ‫لا نرجع حتى نرد بد ًرا‬    ‫ساعدتهم الملائكة في بدر ولم‬      ‫يفند ذلك القمني ويدحضه‬
     ‫فنقيم عليه ثلا ًثا‪ ،‬وننحر‬                                    ‫اعتما ًدا على حقيقة علمية‬
   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205