Page 90 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 90
العـدد 25 88
يناير ٢٠٢1
العسكرية ،ولا عميل وكالة المخابرات المركزية
المعروف باسم «فيليكس رودريغيز» الذي حضر
بسرعة تفوق سرعة الضوء ،يعرفان شيئًا عن كيفية
التعامل معه ،هل س ُيقتل أم س ُيحاكم أم يتم إرساله
للاحتفاظ به؟ كانا ينتظران الأوامر تأتي من هناك،
بينما جيفارا مطروح على أرض صف المدرسة تلك.
عندما تبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض في
اليوم التالي ،وصل أمر تنفيذ الإعدام صاد ًرا عن
الرئيس البوليفي ،تلقاه أو ًل عميل المخابرات ذاك.
كانت جراح تشي حينها تنزف د ًما لم يتوقف ،دخل
عليه رودريغيز شفرة وأخبره :إنك قاب قوسين أو
أدنى من الموت.
ولأن عميل المخابرات لا يريد أن تضيع الفرصة
من يده وهو العارف والخبير بأهمية هذا الرجل
وانتشار اسمه والصدى الذي سيخلفه موته ،طلب
من الجنود معه أن يتركوه وحده مع تشي ،حينها
سحب البيريه من رأسه قائ ًل :معي ستكون البيريه
في مأمن .دس البيريه في جوربه وخرج من الصف.
تطوع الرقيب «ماريو تيران» لتنفيذ الحكم ،أشرف
عليه العقيد «خواكين زينتينو أنايا» قائد الحملة
بينما انسحب «رودريغيز» إلى السيارة العسكرية
التي أوصلته ،ليضع البيريه في مخبأ لا يصل إليه
أحد ،ولا حتى الرئيس البوليفي «رينيه بارينتوس»
الذي سارع بالمجيء بنفسه للتأكد من تنفيذ الإعدام
والاطلاع على الموقف هناك.
في منزله بـ فلوريدا ،سارع «رودريغيز» بإخفاء
البيريه في زاوية خزانة لا تصل إليها يد زوجته
التي تضع أناقتها على رأس أولوياتها ،لكنها
وصلت إليها عندما كانت تجمع من خزانة زوجها
وخزانتها ،كما في كل عام ،ملابس في رأيها ما
عادت تصلح للاستعمال ،تجمعها في كيس كبير من
البلاستيك وتتصل بالهلال الأحمر ليأخذوا الكيس
ويتصرفوا بما فيه ،وقد استغربت من زوجها طبعه
في الاحتفاظ أحيا ًنا بأشياء غريبة فترميها دون أن
يأخذ باله من اختفائها من الخزانة ،هذه المرة أخفى
بيريه عليها دماء تيبّست وأصبح لونها قات ًما.
وقع ذلك «البيريه» في يد من كان يفرز الملابس
ويصنفها في الهلال الأحمر ،فاستغرب كيف يكون
هذا البيريه المتسخ بينها ،لكنه أعجب بالنجمة