Page 91 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 91
89 إبداع ومبدعون
قصــة
الخماسية التي شدت في مقدمته بشكل لا يمكن
انتزاعها إلا بقوة ،حاول أكثر فأكثر.
صارت النجمة الخماسية عنده ،لكن انتزاعها ترك
أث ًرا صغي ًرا ،أو ثقبًا لا يستحق أن يحاول معه المرء
ليعيده إلى بهائه ،لكن البيريه لا بهاء فيه.
كل مجموعة منها تأخذ طريقها إلى الماكينة التي
تحزمها بغلاف القماش من الخيش ،والماكينة نفسها
تخيطه ،لكن ماكنة أخرى هي من تقوم بلف السيور
حولها ،فيصبح ترحيلها جاه ًزا .ومن قام بكل ذلك
العمل لا يعرف بالضبط ،إلى أي من دول العالم
الثالث ستبعث الارسالية.
***
كان سامر يبحث عن قميص من تلك القمصان
التي تعطي انطبا ًعا أنها مستوردة ،قلب الكثير من
القمصان لكنه ما وجد بعد ما يلبي طلبه ،أثناء ذلك
عثر على «بيريه» نظيف ومعتبر.
اعتبر سامر أن عثوره على البيريه فأل حسن
لمستقبله ككاتب مسرحي ،أحب سامر المسرح وقرأ
لكثير من كتابه وبشكل خاص الكاتب توفيق الحكيم
وأعجبته «أهل الكهف» ج ًّدا.
بحث جا ًّدا عن بيريه يشبه ذاك الذي على رأس
توفيق الحكيم ،لكن الأسعار لم تشجعه على شراء
واحد ،أما في هذا المكان «سوق البالات» في الباب
الشرقي من بغداد فإن أصحاب الدخل المحدود
سينعمون بالبضاعة ،اشترى سامر قمي ًصا،
جربه فكان كما لو ف ّصل له ،وجرب البيريه أي ًضا
فاشتراهما.
بعد يوم أو يومين ،وضع البيريه على رأسه
بالطريقة التي يضع بها توفيق الحكيم البيريه على
رأسه ،وأراد أن يخرج إلى الشارع ،لكن شيئًا ما
منعه من الخروج والبيريه على رأسه ،أنزله محاو ًل
أن يقنع نفسه أن الثقب في مقدمته لا يلفت انتباه
أحد ،لكنه فشل في اقناعها.
لم يبق له إلا أن يعطيها لأخيه الأكبر الذي يعمل
أجي ًرا في تصليح ميكانيك السيارات ،فهو سوف لن
يقلب فيها وسيضعها في العمل على رأسه ،سواء
كانت بثقب أم من غير ثقب.