Page 235 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 235

‫‪233‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫تحت الضوء‪/‬حـوار‬

     ‫بدخان التوكتوك والتريسكل‬      ‫أما بالنسبة لقصيدة نثر العامية‪،‬‬    ‫فقال‪« :‬الإيقاع شيء أساسي في‬
     ‫وماكينات الري‪ ،‬وفقد الزرع‬         ‫فمن حق كل شاعر أن يختار‬        ‫الحياة التي نشأت فيها‪ .‬كل شيء‬
    ‫حميميته حين امتلأ بالمبيدات‪.‬‬         ‫القالب الذي يريد‪ ،‬المهم هو‬
  ‫«مش شايفين غير لمض النايلو‪/‬‬                                          ‫له إيقاعه الخاص‪ .‬الغناء لم يكن‬
‫واليفط اللي بتلعلط‪ /‬فول وفلافل‪/‬‬      ‫الصدق‪ ..‬الشكل ليس جوهر ًّيا‪.‬‬      ‫يفارقنا‪ .‬الخولي كان يقف أمامنا‬
 ‫بيتزا فطاير‪ /‬واشحن ع الطاير‪/‬‬                                            ‫أثناء الجني ونحن نعمل بهمة‪،‬‬
    ‫تجميل‪ /‬تخسيس‪ /‬سمسار‪/‬‬            ‫في ختام حواري مع الشاعر‬          ‫يغني ليشجعنا أكثر فيقول‪ :‬اللوزة‬
 ‫وكلام كداب‪ /‬والناس سرحانة‪/‬‬       ‫يسري زكي سألته حول رأيه‬             ‫فين؟ فنرد عليه م ًعا‪ :‬أهية‪ ،‬التانية‬
   ‫والشارع اتملا أغراب‪ /‬واتملا‬     ‫في مصطلح «ترييف المدينة»‬
                                                                          ‫فين؟ أهية‪ ،‬التالتة فين؟ أهية‪،‬‬
       ‫عواجيز‪ /‬ويفط مقطوعة‪/‬‬              ‫الذي يرد إليه كثير من‬          ‫خربوشك فين‪ :‬أهو‪ ..‬فيواصل‪:‬‬
  ‫وعيال ملطوعة‪ /‬على الحيطان‪/‬‬      ‫المثقفين فشل المجتمع المصري‬          ‫حطه ف عبك‪ ،‬احمد ربك‪ ،‬فنرد‪:‬‬
                                  ‫في أن يصبح حداث ًّيا‪ ،‬وهل هو‬
      ‫وشحاااتين‪ /‬م فضلش من‬        ‫إدانة للريف أم للمجتمع ككل؟‬               ‫حمدته‪ ،‬فيضيف‪ :‬قوي من‬
             ‫المطرة‪ /‬غير الطين»‬                                         ‫قلبك لنرد‪ :‬حمدته‪ ..‬وهكذا كان‬
                                        ‫فأجاب‪ :‬هناك تخاذل وتعثر‬         ‫هذا الغناء يهون التعب ويشعل‬
                                  ‫مجتمعي كامل ليس مسئولية أهل‬
                                                                                            ‫الحماس‪.‬‬
                                     ‫الريف وحدهم بل ربما العكس؛‬      ‫كانت النساء في المناسبات المختلفة‪،‬‬
                                        ‫فتمدن القرى بتلك الصورة‬
                                                                       ‫أثناء إعداد كحك العروسة مث ًل‪،‬‬
                                      ‫المشوهة حولها إلى مسخ‪ ،‬فلا‬         ‫يغنون‪ ،‬وأتذكر خالتي عواطف‬
                                   ‫هي صارت مدينة ولا ظلت قرية؛‬
                                    ‫فقدت براءتها وصحتها وتلوثت‬             ‫رحمها الله حين كانت تغني‬
                                                                         ‫بصوتها الجميل ويردد خلفها‬
                                                                     ‫النساء‪« :‬ياوزة يا بيضا عجبتيني‪..‬‬

                                                                            ‫لو كان شعرك طويل حليه‬
                                                                        ‫وعديني»‪ ..‬وكن أحيا ًنا يرتجلن‬

                                                                           ‫الشعر بشكل إبداعي جميل‪.‬‬
                                                                       ‫فالإيقاع جزء من حياتي وعندما‬

                                                                          ‫عدت لاستدعاء هذا العالم لم‬
                                                                        ‫أستطع أن أعبر عنه بمعزل عن‬

                                                                                             ‫الإيقاع‪.‬‬
                                                                           ‫حاليا الفلاحون والصنايعية‬
                                                                           ‫ب َّطلوا يغنوا من إيقاع الروح‬
                                                                        ‫فحدث سقوط للذوق العام‪ .‬لأن‬
                                                                       ‫الحمولة التراثية وميراث الحكمة‬
                                                                           ‫كان يتسرب إلى الإعلام من‬
                                                                        ‫خلال غناوي الأفراح والغيطان‬
                                                                         ‫والصنايعية؛ التي كان يلتقطها‬
                                                                     ‫كبار الشعراء والمطربين ويعيدون‬
                                                                       ‫إنتاجها‪ ،‬فلما توارى هذا الميراث‬
                                                                      ‫لجأنا لاستيراد إيقاعات وثقافات‬
                                                                            ‫أخرى لا تعبر عنا مما أدى‬

                                                                                 ‫لسقوط الذوق العام‪.‬‬
   230   231   232   233   234   235   236   237   238   239   240