Page 49 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 49
47 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
والتناقضات والتواشجات والمفارقات الحية وتظل نار الشعر خالدة ،فاللغة في نصوص سلام
المتراسلة المعقدة المرئية وغير المرئية ،ومن هنا إذ تستجيب لحرية الشعرية وجسارة التخييل،
كانت الشعرية التجريبية لدي رفعت سلام سبي ًل تتفوق على طبيعتها السابقة ،وميراثها الجمالي
من سبل الحرية ضد عسف كل أشكال الضرورة،
وأف ًقا من آفاق جدة الإدراك ضد نمطية الوعي، الطويل ،مستزيدة من نبض الحياة الخلاقة بكافة
وقدرة على جر بلاغة اللامعني والصمت والمجهول ترابطاتها ومفارقاتها وتداخلاتها واستشرافاتها،
وفي هذه الشعرية التجريبية يتحرك الواقع بقوة
والغياب إلى روح الواقع واللغة والتاريخ.
إن نصوص رفعت سلام تقوم في الأساس على الروح والخيال على هيئة كتلة تشكيلية جسورة
فكرة الحرية والتحرير والهدم والبناء ،فهي تحرر وغير منتظمة ،بل هي تمور مو ًرا بالتطابقات
فكرة العلاقات الخيالية من حدودها الجمالية
المعتادة في الموروث النقدي والبلاغي العربي القديم
والحديث م ًعا ،ونقلها من حدها الأدبي الخالص
في البلاغة العربية القديمة والجديدة بوصفه ح ًّدا
أحادي المسار الجمالي والمعرفي مهما تعددت صوره
وتفاعلاته ،إلى فضاءات شعرية تشعبية تجريبية
تقوم على فكرة (التحقيل التخييلي والمعرفى) ،أي
جعل الخيال الشعري حقو ًل تخييلية ومعرفية
باذخة من الترابطات والتداخلات والمفارقات
والتشعبات المنظومية البينية ،حتى ليدخل التخييل
عوالم عضوية جديدة تتراكب من النمط واللانمط،
النسق واللانسق ،قيا ًسا على حيوية تراكبية
ومنظومية بنية العالم والواقع بما هي ناظمة نظم لا
بانية عناصر ،تتحرك على هيئة كتل حسية معرفية
منهجية تعددية تداخلية غير تكاملية ،ففي هذا
الجدل الشعري الجديد تنفتح الشعرية على الحياة
وفق منطق اللاتكامل العضوي ،فالجدل الشعري
هنا ليس جدل التركيب بقدر ما هو جدل التفكيك
والنشاط ،ليس هو التنظيم والانتظام بقدر ماهو
الحرية .إنه الحياة وما بعد الحياة وكلاهما يتأبي
على كل تصنيف وتحديد
المراجع:
* أستاذ النقد الأدبي بجامعة السويس.
-1د.عبد الصمد الكباص ،المجرى الأنطولوجي ،أبحاث فلسفية ،سلسلة يشرف عليها مركز الأبحاث الفلسفية
بالمغرب ،دار أفريقيا الشرق ،ط ،2006 ،1ص.65