Page 111 - مسيلة للدموع
P. 111
صاحت فاطمة:
-ألم تسمعينني؟
ردت حورية مستدركة:
-ماذا جرى لصوتك أيتها الفتاة ،اخفضيه قليلا.
ثم غمزت بإحدى عينيها ،وقالت بمكر:
-كن ُت أفكر.
أحست فاطمة بأن حورية تُخفي شيئا ،ولكنها كانت تجاريها؛ لتخبرها من تلقاء نفسها ،وقالت فاطمة بمكر
مقابل مكر حورية:
-إذن ،بماذا تفكر حوريتنا الجميلة؟
أردفت حورية ،وازداد معدل الغموض في نب ارت صوتها:
-أفكر في فكرة عبقرية يا فاطمة ،لن تخطر على بالك.
ضحكت فاطمة ،وقالت بسخرية:
-وما هي يا عبقرية زمانك؟ هل ستساعدي آسر على أن يهرب من السجن؟
دفعتها حورية من على الأريكة ،وقالت:
-أتسخرين؟ حسنا ،لن أخبرك ،هيا انصرفي.
ضحكت فاطمة ،وتحّول كلامها للجدية ،وقالت:
-حسنا ،سأك ّف عن السخرية ،ولكن ُكفي أن ِت أيضا عن الغموض ،وأخبريني بمايدور ب أرسك.
أخفضت حورية عينيها ،وظلت تح ّك أظافرها بعضها ببعض ثم قالت بحذر:
-ما أري السيدة فاطمة أن يتم عقد ق ارن الآنسة حورية على السيد آسر داخل السجن؟
111
مسيلة للدموع