Page 41 - مسيلة للدموع
P. 41

‫«السلام عليكم يا وطني الحقيقي‪..‬‬
                                                                                    ‫اشتقت إليكم جميعا‪..‬‬

      ‫اشتقت إليك يا أمي‪ ،‬أتذكرين حينما كنت صغي ار‪ ،‬وكنت تمنعينني من النزول إلى الشارع لكي أذاكر‪ ،‬ها‬
                                           ‫أنا ُحٌر ُمنطلق‪ ،‬أنزل إلى الشوارع وقتما شئت‪ ،‬وأتجول هنا وهناك‪.‬‬

      ‫إنني أمزُح مع ِك يا أم آسر‪ ،‬بل أنا مطيع‪ ،‬وأذاكر؛ استعدادا لاختباري القادم‪ ،‬تعرفين ابن ِك كم هو عبقري‬
                                                                                                ‫ومجتهد‪.‬‬

      ‫وأن ِت يا فاطمة‪ ،‬اشتقت إلي ِك‪ ،‬والى طعام ِك كثي ار‪ ،‬منذ آخر مرة تناولت فيها طعام ِك وبطني لم تؤلمني‪،‬‬
                 ‫أرجو أن تكوني قد تعلم ِت وصفات جديدة؛ لأتذوقها من يدي ِك‪ ،‬وليحفظني الله بعدها ويحميني‪.‬‬

      ‫كيف حالك يا حورية؟ أتمنى أن تكوني بخير‪ ،‬وأن تذاكري جيدا؛ لأنني أيضا أذاكر جيدا‪ ،‬فاحترسي أن‬
              ‫أحصل على درجات أعلى من ِك‪ ،‬كوني بخير‪ ،‬أتمنى أن يأتي يوم الاختبار سريعا كي أ ار ِك هناك‪.‬‬

      ‫سألتقي بكم في كل سجدة‪ ،‬وكل دعاء‪ ،‬فالله يرعاكم ويحفظكم ويجمع شملنا من جديد‪ .‬السلام من الله‬
                                                                                ‫عليكم‪ ،‬والسكينة‪ ،‬والأمان‪.‬‬
                                                                                      ‫آسر عبد الرحمن»‪.‬‬

‫‪41‬‬

                                                                                            ‫مسيلة للدموع‬
   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46