Page 44 - مسيلة للدموع
P. 44

‫حاول كل واحد منهم الاتصال بأي شخص معه سيارة يستطيع المجيء؛ ليأخذهم من تلك الصح ارء‬
      ‫القاحلة‪ ،‬حاول ارمي الاتصال بالكثير من أصدقائه‪ ،‬لا أحد يرد‪ ،‬الجميع – بالطبع‪ -‬نائم في تلك الساعة‬

                                                                                       ‫المتأخرة من الليل‪.‬‬
                                 ‫حاَول الاتصال بآسر صديقه في الجامعة؛ فيمكنه أخذ سيارة والده والمجيء‪.‬‬

                                                  ‫علم آسر من صديقه ما حل بهم‪ ،‬فأتى ُمسرعا على الفور‪.‬‬
      ‫ركب الشباب مع آسر‪ ،‬وبعض الرفاق الذين أتوا لاصطحاب رفاقهم من ذاك المكان بعد يوم عصيب‪،‬‬
      ‫يحسبون ألف حساب لتجنب الطرق المعروفة بأنها تحتوي على الكمائن البوليسية‪ ،‬فليس بعيدا أن يتم‬
      ‫اعتقالهم مرة أخرى من أحد الكمائن‪ ،‬وان لم يحدث اعتقال فعلى الأغلب لن يسلموا من الأسئلة الكثيرة‬

                                                                                              ‫والإهانات‪.‬‬
                                                                 ‫أوصلهم آسر إلى منازلهم بعد طول عناء‪.‬‬

                                                                                      ‫وعاد هو بلا منزل‪.‬‬
      ‫لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض لها مشجعوا النادي الأهلي لانتهاك في ظل دولة العسكر‪،‬‬
      ‫فالجميع يذكر أحداث مجزرة بورسعيد التي ارح ضحيتها ‪ 72‬شهيد من اربطة مشجعي النادي الأهلي في‬

                                                                 ‫مؤامرة مدبرة بشكل واضح لقمع الجماهير‪.‬‬

‫‪44‬‬

                                                                                            ‫مسيلة للدموع‬
   39   40   41   42   43   44   45   46   47   48   49