Page 47 - مسيلة للدموع
P. 47
أجاب الجميع بالنفي.
قالت محاولة إنكار أي مكروه يمكن أن يكون قد أصابه:
-ربما وجد اسمه في كشف أسماء للجنة أخرى.
َرّدت أسيل إحدى زميلاته في اللجنة:
-إننا اللجنة الوحيدة التي تحمل أسماء تبدأ بحروف (أ -س) (أ -ش).
خرج أشرف من اللجنة ،ونظر إلي حورية نظرة مترددة ،هل يخبرها بما شاهده أم لا ،إنه لا يريد أن
يقلقها ،خاصة أنه ليس متأكدا إن كانوا قد أخذوا آسر مع إسلام أم لا ،ولكن يجب أن يخبرها؛ حتي
يستطيعوا الوصول إلى مكانه في أسرع وقت إن كان قد اعتُقل بالفعل.
وما إن أخبرها أشرف بما رآه في الصباح ،وأنهم قد أخذوا إسلام الذي لم يحض ارمتحان اليوم كذلك ،حتى
نزل الكلام عليها كالصاعقة.
كانت أسيل بجانبها تحاول طمأنتها ،بدأت حورية في البكاء الذي بدأ هادئا متقطعا ثم ازداد ُعلوا شيئا
فشيئا ،وهي تتمتم بكلمات لم تفهم أسيل منها أي شيء .كانت حورية تقول:
-قل ُت له إنه وعٌد بعيد ،لكنه كان قريبا ..قريبا جدا!
أخرجت الهاتف من حقيبتها ،ليس هناك أي وسيلة للتواصل مع آسر والاطمئنان عليه ،ولا أحد يعرف
طريقة كي يطمئنها عليه ،اتصلت سريعا بفاطمة أخت آسر التي كانت تؤدي اليوم أيضا امتحانها في
كلية الفنون التطبيقية ،القريبة من جامعة القاهرة.
-السلام عليكم يا فاطمة.
-وعليكم السلام يا حورية ،كنت سأتصل ب ِك الآن؛ لأقابل ِك أن ِت وآسر ،طمئنيني ،كيف كان الامتحان؟
لم تُرّد حورية ،كأنها لم تسمع ما قالته فاطمة مطلقا ،إنها لا تفكر إلا في آسر .قالت حورية:
-فاطمة ،هل أرسل آسر جوابا آخ ار؟
47
مسيلة للدموع