Page 46 - مسيلة للدموع
P. 46
رد أشرف ،وما ازل الشحوب يحتل قسمات وجهه:
-كان ذلك على م أرى ومسمع من الجميع بالفعل ،كان ذلك في الحرم الجامعي الذي لم ي ُعد له أي
ُحرمة.
انهالت اللعنات على الأجهزة الأمنية ،وادارة الكلية ،والمجلس الأعلى للجامعة ،وكل من له يد في قتل
واعتقال الشباب ،فقد جاوزوا الحد.
وعندما تعالت الأصوات صاح الم ارقب في الطلبة أن يصمتوا ،ومن يتكلم فسُيطرد خارج اللجنة ،وُيحرم
من أداء الامتحان.
************
كانت حورية تؤدي امتحانها في لجنة امتحانات في الطابق العلوي ،بينما كانت لجنة آسر في الطابق
السفلي ،خرجت ،ووقفت أمام لجنتها منتظرة أن يأتي آسر ،ويطمئن عليها ،وعلى أدائها في الامتحان،
لكنه لم يأ ِت بعد.
كادت أن تغضب منه ،فليس عليها أن تذهب هي وتطمئن عليه ،بل يجب أن يأتي هو ،لكنها التمست له
الأعذار ،وقلبها كان يؤيدها ،إنه بالتأكيد لم يتع َّمد ذلك ،ثم قررت أن تذهب هي إلى لجنة امتحانه؛
لتطمئن عليه ،وتطمئنه أنها أجابت الأسئلة كلها تقريبا على أحسن ما ُي ارم.
وفي اللحظة التي اقتربت فيها من غرفة الاختبا ارت ،انهمرت عليها الأسئلة الكثيرة عن آسر:
-أين آسر؟
-لماذا لم يأ ِت اليوم لأداء الامتحان؟
-هل آسر بخير؟
تس َّمرت حورية في مكانها من أثر الصدمة ،إنه لم يخبرها مطلقا أنه لن يحضر،
وبدلا من أن تجيب عن أسئلتهم ،سألتهم:
-ألم يحضر آسر الامتحان؟
46
مسيلة للدموع