Page 49 - مسيلة للدموع
P. 49
امتقع وجه فاطمة ونظرت لحورية ،وقبل أن تلاحظ أمها اضط اربهما ردت فاطمة بابتسامة تحاول أن
تخفي بها القلق:
-كان امتحاني جيدا ،وامتحان حورية أيضا ،أليس كذلك يا حورية؟
ردت حورية بربكة:
-نعم كان جيدا جدا.
-وماذا عن آسر؟ ألم تطمئنا على أدائه في الامتحان؟
ضحكت فاطمة ضحكة مصطنعة ،وقالت:
-تعلمين يا أمي أن ابنك عبقري زمانه ،لا تقلقي.
-ألم تقابلاه؟
-لا ،لم نستطع مقابلته ،ربما خرج بعد الامتحان مع بعض أصدقائه ،أو لم يستطع الانتظار حتى ي ارنا،
ربما كان ذلك أكثر أمانا له.
ردت حورية:
-ربما سيرسل لنا جوابا يخبرنا فيه لماذا لم يستطع رؤيتنا اليوم أو يتصل بنا.
أحست أم آسر أن المشكلة ليست أنه لم يستطع الانتظار كي يقابل حورية وفاطمة ،وأن الأمر أكبر من
ذلك ،هكذا أحست قلقا بداخلها رغم المسكنات التي كانت تبتدعها فاطمة وحورية؛ لطمأنة أم حورية ،ولكن
هيهات ،إن حاسة الأم لا تُخطئ.
وبينما حالة القلق سائدة في أرجاء المنزل ،ظلت فاطمة وحورية مشغولتين بالدعاء دون أن تُظه ار ذلك
الاستنفار النفسي لأم آسر ،وكذا كانت الأم قلقة لكنها لم تُفصح.
49
مسيلة للدموع