Page 34 - m
P. 34
العـدد 57 32
سبتمبر ٢٠٢3
حسن ناصر
(لعراق)
نقد الترجمة..
هذا هو السؤال
أم تلك هي المسألة؟
إن الكلام الآن عن تلك الاختلافات في فهم وإعادة انتاج النص في
الترجمتين منزه عن أية محاولة للطعن أو النيل وإنما هو في جوهره
إحياء لثلاثة نصوص .إنه كلام يريد الاحتفال بمترجم ْين وأديبي ْين
كبير ْين راحلين وينقب ولو سطح ًّيا عن آثار أزيميليهما وهما يعيدان
نحت الصور البلاغية في النص الشكسبيري ليقدماه إلى القارئ العربي.
من الواجب هنا أن أشير إلى فضل مؤلفات وترجمات جبرا عل َّي شخصيا
وتأثري به في المجالين .الغرض من الإشارات السابقة هو تبيين مواقع
الربح والخسارة في عملية الترجمة .إن الانتباه إلى مثل هذه التفاصيل
هو ما يجعل الحلم بترجمة مثلى ممك ًنا.
الثنائي -اللغة ،بدراسة النصين؛ الأصل والمترجم- إن لنقد الترجمة دو ًرا فاع ًل في وظائف النظام
عبر المقارنة بينهما .والباب الثاني هو الأهم في واقع
الأدبي في أي لسا ٍن من الألسن .ذلك أن نقد
الأمر لأنه قاد ٌر على كشف مواقع نجاح أو فشل الترجمة يكرس وجود موازين ثقافية ومعرفية
المترجم وابتكاراته أو أخطاءه وليرسي بذلك دعائم لتقييم الترجمات من ناحية ويضمن حضو ًرا أبرز
لأدب الترجمة من ناحية الأخرى .هذا هو الأمر
وجود أدب مترجم فعال في شبكة العلاقات بين الملاحظ في الدول والمجتمعات الأكاديمية المتحضرة
الأدب والظواهر الثقافية والاجتماعية الأخرى. التي تنتج سلاسل من الدراسات في فهم الترجمة
إن الحرص على وضع موازين للترجمة وتمييز ونقد الترجمات .ولا مناص هنا من الإشارة إلى
جودتها ينطلق أسا ًسا من الحرص على فعالية بابين في نقد الترجمة :الباب الأول الأحادي -اللغة،
المبادئ الأساسية للثقافة والمعرفة .يمكن أن نقول يتناول النص المترجم فقط وهذا انطباعي يقتصر
إن الترجمة السيئة لا تخون النص الأصل ،بل على دراسة وج ٍه واح ٍد من النص أو في أفضل
تخون الثقافة المترجم إليها وتخون قارئ الترجمة. الأحوال يتبنى منه ًجا نقد ًّيا في تحليل الترجمة دون
النظر إلى النص الأصل .بينما يقوم الباب الثاني
جوهر عملية الترجمة هو الإخلاص المزدوج
للنص الأصل من جهة ولقارئ الترجمة من الجهة