Page 28 - m
P. 28
العـدد 58 26
أكتوبر ٢٠٢3
د.محمد زيدان
شعرية السرد :شعرية النص..
حمدي أبو جليل وسيرة
الكائنات في «أسراب النمل»
يمكننا أن نهاجم المغالطة التي نتأمل فيها وهي أن القصص ترول
والحياة تعكس ،حيث تبدو هوة لا تردم تفصل بين القص والحياة ،إذ لا
فرق فيما بين يدينا من نصوص توازن بين السرد ،والحياة ،فهو يجعلنا
نحس أنه يسرد الحياة كما ينبغي أن تكون أو يسرد الحلم عن طريق
الحياة ،أو يسرد الواقع بالحلم والحياة ،فهو يوجد كائناته ،أو يتقمص
هذا الوجود ،ويحيلها إلى رموز تقترب أحيا ًنا من الواقع أو تنفيه أو
تؤكده أو تنفى نفيه ،أو تحيله إلى واقع ميتافيزيقي احتمالي برغم ما
يبدو عليه من معقولية.
معتادة ،ولكن التأمل في مستوياتها يجعلنا ندرك أن -1-
ثمة تغيي ًرا حقيقيًّا يجتاح الجيل الجديد من كتاب
لا تحتاج القصة القصيرة الآن في مصر إلى التدليل
القصة القصيرة في مصر .والقاص حمدي أبو جليل
في مجموعته التي بين أيدينا يعتمد على نمطين على أنها تجاوزت بزمن مرحلة النضج الشكلي بكل
ما يحمل هذا النضج من مغامرة يمكن أن تحل
من أنماط هذا التغيير في جلب الدهشة والانحراف
بالمعتاد إلى منطق خاص يتجاوز البناء التقليدي محل القانون الثابت في الكتابة ،بل إن هذا النضج
للقصة القصيرة. أدخل كتاب القصة القصيرة في صراع حول أشكال
النمط الأول :شعرية السرد وتقنيات هذا النضج الذي تجاوز الشكل إلى محاور
ونقصد بشعرية السرد هنا تلك المنطقة الواقعة
بين منطقة الحوار وبين منطقة الوصف من أجل جديدة ،ومناطق جديدة بل وعوالم جديدة ،وكان
طرحها في بداية التطور أم ًرا غير معقول نسبيًّا،
تكملة الدائرة التصويرية التي يعتمد عليها المؤلف ومن هنا يستطيع كل كاتب أن يعمل بآليات نضجه
في بلوغ منطقة التنوير التي تنحرف قلي ًل لتأخذ محتم ًل تبعة هذه القوالب التي تبدو لأول وهلة