Page 40 - m
P. 40

‫العـدد ‪58‬‬                   ‫‪38‬‬

                                                   ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬

  ‫وكتب عن الهامش الذي أتى منه بوصفه «جرحه‬          ‫واستكمال أجورهم وحسم معاركهم‪ ،‬بأعضائهم‬
      ‫الرومانسي»‪ ،‬كتب أصلان عن «الكيت كات»‪،‬‬                               ‫التناسلية‪ ،‬إذا لزم الأمر‪.‬‬

   ‫والبساطي عن مجتمع بحيرة المنزلة من فلاحين‬                    ‫استرداد الهامش‬
    ‫وصيادين‪ ،‬وكتب قاسم عن فلاحين ودراويش‬
                                                      ‫لو عدنا إلى نماذج روائية مهمة لدى كتاب مثل‬
       ‫طنطا‪ ،‬وكتب خيري شلبي عن حياتيه وسط‬              ‫نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف‬
‫الفلاحين في القرية‪ ،‬وسكان العشوائيات في المدينة‪،‬‬      ‫السباعي‪ ،‬سنجد أن الرواية قدمت نفسها «بنت‬
                                                     ‫المدينة» والمعبرة عن المجتمع بكامله‪ ،‬كان مبررها‬
  ‫وكتب مستجاب عن الصعيد كتابة مضادة للفخر‬
          ‫القومي‪ ،‬بل أقرب إلى الهجاء والسخرية‪.‬‬            ‫الأخلاقي ما تطرحه من أسئلة عن الحداثة‬
                                                                                       ‫والعقلانية‪.‬‬
‫وفي النص يشرح «الصاد شين» بأنها تسمية لأبناء‬
                ‫«الصحراء الشرقية» (بالنسبة إلى‬            ‫مع ُكتاب الستينيات مثل عبد الحكيم قاسم‬
                              ‫ليبيا لكنها الغربية‬  ‫وخيري شلبي ومحمد البساطي وإبراهيم أصلان‪،‬‬
                                    ‫لمصر) وقد‬       ‫ومحمد مستجاب‪ ،‬اكتسبت الرواية أر ًضا جديدة‪،‬‬
                                      ‫«اخترعها‬     ‫وفتحت هوامش مسكوت عنها في مجتمعات الريف‬

                                                       ‫والصعيد والصيادين وسكان الأحياء الشعبية‬
                                                                                    ‫والعشوائيات‪.‬‬

                                                   ‫إنه الهامش المنسي من الحداثة والمجتمع والسلطة‪،‬‬
                                                    ‫والموغل في المآسي والغرابة‪ ،‬أمسك فيه أبو جليل‬
                                                   ‫بضفيرة لم تحظ قبله بانتباه كبير‪ ،‬تتعلق بـ»عرب‬
                                                         ‫الصحراء الغربية» على وجه الخصوص‪ ،‬من‬
                                                      ‫يعيشون في تلك المساحات الجافة والبعيدة على‬
                                                             ‫تخوم الفيوم والجيزة وشمال الصعيد‪،‬‬
                                                                ‫وصو ًل إلى مطروح والحدود الليبية‪.‬‬
                                                                          ‫أوقف مشروعه على تأمل‬
                                                                        ‫هؤلاء المنسيين من السلطة‬
                                                                           ‫وقيم الحداثة‪ ،‬وربما هم‬
                                                                             ‫متمردون على كل ذلك‬
                                                                               ‫من أجل «حريتهم»‪.‬‬
                                                                                 ‫بذلك تدين تجربة‬
                                                                               ‫أبو جليل المنتمي إلى‬
                                                                                 ‫جيل التسعينيات‪،‬‬
                                                                                  ‫إلى نهج وفلسفة‬
                                                                                  ‫ُكتاب الستينيات‬
                                                                                   ‫الذين ذكرناهم‬
                                                                                         ‫على وجه‬
                                                                                     ‫التحديد‪ .‬فكل‬
                                                                                        ‫منهم فعل‬
                                                                                       ‫مثل حمدي‬
   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45