Page 50 - m
P. 50
العـدد 58 48
أكتوبر ٢٠٢3
البعيدة في الصعيد ،وهنا يأخذ فوزي والد عادل
نصيبه من سرد السارد ،فنعرف أعماله المتعددة في
النجارة ،ونعرف ذلك الحادث المؤلم عنه ،حينما سقط
به سقف المسجد كام ًل ،وهو يصلح عرق خشب
مكسور.
وهنا تظهر قدرة السارد المشارك على الغوص في
ذهن الشخصية التي يسرد عنها بسهولة ،لأنه لم
يذكر لنا كيفية معرفته لهذا الحدث الذي مر في ذهن
عادل وهو جالس مع أبو جمال أمام البيت رقم 36
شارع 14في منشية ناصر ،أي بيت أبو جمال.
كما أن هذا السارد المشارك كثي ًرا ما يداعب القارئ،
ويذكره بأنه سارد في رواية ،ويذكره بحيرته في
اختيار نهاية لسرده ،وارتياحه بأن تكون نهاية
روايته موت عامر أحد أبناء أبو جمال،
وذلك حينما كهرب له الشباك
الذي سيمرق منه لكي يسرق
شقته ،وقد بدأت الرواية بالموت
وانتهت بالموت.
وهذا السارد المشارك يعمل
حساب الرقباء في سرده،
ويعلن ذلك ،كما جاء في
(ص )47عن ناهد -إحدى
ساكنات البيت -التي
«تزوجها صلاح لكن
بعد ماذا؟ ليكن بعد أن
وقع القلم في المحبرة
حتى لا يغضب
الرقباء» ،وذكر أي ًضا
أن ناهد كانت حام ًل
من صلاح في الشهر
الرابع أثناء زفافها عليه،
فلجأ السارد إلى تعبير
تراثي معروف كان يستخدم
على سبيل الكناية عن الفعل
الجنسي الصريح ،حتى لا يغضب
الرقباء على حد تعبير السارد.
وقد اهتم السارد كثي ًرا بالسرد ،ولم
يلق اهتما ًما كبي ًرا بالحوار ،ولذا رأينا
انحسا ًرا واض ًحا في الحوار ،وإذا وجد