Page 89 - Dilmun 22
P. 89

‫ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ‪ 2‬ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍﺮﺋﻱ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺻﺤﻮﺓ ﺃﺩﺕ ﺇﻰﻟ ﻃﺮﺩ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﺳﺘﻘﻠﺖ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ‬
                                                                          ‫‪ 2‬ﻋﺎﻡ ‪. ١٩٦٢‬‬

‫ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺑﻦ ﺑﺎﺩﻳﺲﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺍﺲﻴﻨﺠﺘﻟ ﻭﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ‬
‫ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔﺍﻹﺳﻻﻣﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻛﺎﻥﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ ﺩﻳﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ‬

                                                            ‫ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﻭﻣﻦﻭﻻﺩﻩ‪.‬‬

‫ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻀﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ ‪ 2‬ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺛﻢ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﺪﺭﺱ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﺰﻭﺝ‬
‫ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﻍ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺑﻞ ﺃﻭﻗﻒ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭﻟﻠﻮﻃﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ‪ ٤٥‬ﻨﺳﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ‪ ١٩٤٠ ١٩٠٠/‬ﻣﺎﺕ ﺷﺎﺑﺎ ﻍ ﺭﻳﻌﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎﺕ ﺣﻜﻴﻤﺎ ﻭﻋﺎﻟﻤﺎ ﻭﻛﺄﻪﻧ ﻋﻤﺮ ﻗﺮﻥ‬
‫ﻛﺎﻣﻻ‪ .‬ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﻠﻪ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ‪ ١/٩٤٠ ١٩٠٠‬ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ‬

                                                         ‫ﺃﺻﻌﺐ ﻭﺃﺭﻭﻉ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ‪.‬‬

‫ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺿﺪﺍﻻﺣﺘﻻﻝ ﻟﻠﺠﺰﺍﺋﺮ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ‪١٨٢٠‬‬
‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﻭﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ‬

         ‫ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻫﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺗﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻑ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ‪ ١٩٤٠/١٩٠٠‬ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ‬
‫ﺍﺧﺘﻻﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲﻷﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻭﻋﻻ ﻗﺎﺗﻬﺎ ﺑﺪﻭﻟﺔﺍﻻﺣﺘﻻﻝ ﻓﺮﻧﺴﺎ‪.‬‬

‫ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻳﻠﻤﺤﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺭﺱ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻟﺪﻯ ﺳﺎﺋﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻭﻫﻲ ﺇﺟﻤﺎﻋﻬﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ‪ ٤‬ﻧﺸﺮ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﻦ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻣﻊ‬
‫ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ 2‬ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ .‬ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ‬

                            ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ‪.‬‬

‫‪g‬‬

    ‫ﻟﻄﺠﻤﻻ‪١٨‬‬
   84   85   86   87   88   89   90   91   92   93   94