Page 63 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 63
حال الدولة الإخشيدية من بعد محمد بن طغج ()14
...............................................
علاقة كافور بأبناء الإخشيد :
رأينا أن الإخشيد كان قد عقد قبل وفاته لابنه أونوجور ،وأن الخليفة المتقي
العباسي أقره على ذلك .ثم إن الإخشيد قبل سفره الأخير إلى دمشق ،استخلف على
مصر ابنة أونوجور ،كما استخلف له عمله الحسن بن طغج .وهكذا كانت الأمور
ممهدة أمام أونوجور – عنده وفاة والده – لكي يلي الحكم .وإذا كان هناك اعتراض
على أبي القاسم أونوجور بسبب صغر سنه – الذي لم يتجاوز عند وفاة والده الخامسة
عشر عاماً – فإن هذه الصعوبة أمكن التغلب عليها بفضل ظهور رجل قوي أمين في
بلاط محمد بن طغج الإخشيد ،هو أبو المسك كافور.
وقد وصفت المراجع كافور هذا بأنه عبد أسود خصى قبيح الخلقة ،معتل البدن ،
مثقوب الشفة السفلى ،جلبه أحد تجار الرقيق إلى مصر سنة 310هـ 922 /م وعمره
عشر سنوات ،فاشتراه واحد بعد آخر حتى آل إلى ابن عباس الكاتب .وفي يوم من
الأيام أرسل ابن عباس الكاتب عبده كافور بهدية إلى محمد بن طغج الإخشيد ،الذي
كان عندئذ أحد رجال تكين أمير مصر ،فأخذ محمد بن طغج العبد كافور ورد الهدية.
ولم يلبث كافور أن أخذ يترقى عند سيده الجديد حتى أصبح موضع ثقته وأخ أتباعه
،بحيث يبدو أنه وصل في أواخر أيام الإخشيد إلى درجة من النفوذ لم يبلغها ييره من
رجال الدولة.
وكان كافور صحبة الإخشيد في الشام عند وفاة الأخير سنة 334هـ 945 /م ،
فعمل كافور على ضبط الأمور في الشام ،حتى حضر إلى مصر فتم الاحتفال بتولية
أونوجور في الوقت الذي وصل كتاب من الخليفة العباسي المطيع لله يقر قيام أبي
( )14د .سيدة إسماعيل كاشف :مصر في عصر الإخشيديين ،رقم 29من سلسنلة
تاريخ المصريين ،الهيهة المصرية العامنة للكتناب ،القناهرة 1989 ،م ،ص 111
– . 152
63