Page 64 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 64

‫القاسم أونوجور على ولاية مصر والشام‪ .‬ولم يلبث أن قب كافور بعد عودته إلى‬
‫مصر سنة ‪ 335‬هـ ‪946 /‬م على زمام الأمور في البلاد ‪ ،‬فخص لأونوجور أربعمائة‬
‫ألف دينار سنوياً ‪ ،‬وأخذ كافور يتصرف في باقي أموال البلاد‪ .‬ولما كانت الشكوى قد‬
‫عمت من أبي بكر محمد صاحب الخراج فإن كافور بادر بعزله وولى مكانه في منصبه‬

                                                          ‫محمد بن على الماذرائي‪.‬‬

‫على أن كافور لم يكد يتفرغ لإصلاح المشاكل الداخلية‪ .‬حتى سمع أن سيف الدولة‬
‫الحمداني ايتنم فرصة وفاة محمد بن طغج الإخشيد وقيام ابنه الصغير في الحكم ‪،‬‬
‫وزحف على دمشق واستولى عليها‪ .‬وعندئذ لم يتقاعس كافور عن حماية أراضي‬
‫الدولة ‪ ،‬فخرج إلى الشام على رأس جيش كبير ‪ ،‬وصحبته أنوجور وعمه الحسن بن‬
‫طغج أخو الإخشيد‪ .‬وعند الرملة دارت موقعة كبيرة بين الإخشيديين والحمدانيين ‪،‬‬
‫انهزم فيها سيف الدولة الحمداني وفر شمالاً إلى حلب ومنها إلى الرقة‪ .‬وأخيراً تم‬
‫الصلح بين الطرفين على أن يعود سيف الدولة الحمداني إلى ما كان يمتلكه قبل‬

                  ‫العدوان – أعني حلب وييرها – وتبقى بقية بلاد الشام لمخشيديين‪.‬‬

‫ثم عاد كافور وأنوجور إلى مصر ليجدا أن يلبون – متولى الريف – انتهز فرصة‬
‫خروج الجيوش إلى الشام لمحاربة سيف الدولة‪ .‬ودخل في جموع من رجاله مصر‬
‫وتغلب على حاميتها‪ .‬ولما عاد أونوجور وكافور هرب يلبون من مصر ‪ ،‬فتبعه الحسن‬

                                                       ‫بن طغج حتى ظفر به وقتله‪.‬‬

‫وهكذا استمر كافور يدبر أمور الدولة في أمانة وإخلاص حتى كانت سنة ‪ 343‬هـ‬
‫‪954 /‬م ‪ ،‬وعندئذ أحس أونوجور بأنه بلذ سن الرشد وآن الأوان ليدير بنفسه شهون‬
‫الحكم ويتخل من قبضة كافور الثقيلة‪ .‬ويذكر المؤرخون أن بع الحاقدين على‬
‫كافور حرضوا أونوجور وقالوا له قد احتوى كافور على الأموال وانفرد بتدبير‬
‫الجيوش ‪ ،‬وأخذ أملاك أبيك وأنت معه مقهور ‪ ..‬إلى يير ذلك من العبارات التي‬
‫استثارت أونوجور وجعلته يتباعد عن كافور مضمراً الخلاف والشقاق‪ .‬ولكن أم‬
‫أونوجور تدخلت خوفاً على ابنها من كافور ‪ ،‬وانتهت الأزمة بان اصطلحا ودام الأمر‬
‫على حاله ‪ ،‬حتى توفى انوجور سنة ‪ 349‬هـ ‪960 /‬م فحمل إلى القدس حيث دفن‬

          ‫إلى جوار أبيه‪ .‬وكانت مدة ولايته على مصر أربعة عشرة سنة وعشرة أيام‪.‬‬

‫وعند وفاة أونوجور خلفه أخوه على بن الإخشيد ‪ ،‬الملقب بأبي الحسن ‪ ،‬وأقر‬
‫الخليفة المطيع لله ذلك‪ .‬وقد حكم أبو الحسن على بن الإخشيد مدة خمس سنين‬
‫وشهرين ‪ ،‬كان كافور طولها هو صاحب السلطة الفعلية في البلاد ‪ ،‬وخص له‬
‫المرتب السنوي الذي خصصه لأخيه من قبل وهو أربعمائة ألف دينار‪ .‬وعبر أبو‬

                                              ‫‪64‬‬
   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69