Page 197 - merit 49
P. 197

‫‪195‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫وظائف تؤديها تجاه المجتمع‬       ‫محمد علي باشا‬
  ‫أبعد من وظيفة حفظ الأمن‬
   ‫وجمع الجباية (الخراج)‪.‬‬
  ‫ولم يكن للمجتمع الطائفي‬
   ‫أي مطالب تجاه الدولة إلا‬
 ‫إنصافها من رجالها‪ .‬وكانت‬

‫طبقة المشايخ بغطائها الديني‬
   ‫المقدس والمهيب قادرة في‬
  ‫ظل هذا الوضع على انجاز‬

 ‫تلك المهمة عبر التوسط بين‬
 ‫طائفة الحكام المماليك وبقية‬

         ‫الطوائف المحكومة‪.‬‬
    ‫ومن طرف الحكام كانت‬

      ‫لطائفة المشايخ وظيفة‬
     ‫مفيدة هي السيطرة على‬
   ‫العامة وترويض غضبهم‬
     ‫وثورتهم وتمردهم عند‬
    ‫اللزوم‪ .‬وفي هذا السياق‬
  ‫تراكم الموروث المثالي حول‬
     ‫الطريقة التي مارس بها‬
 ‫رموز المشايخ توسطهم بين‬
  ‫العامة والحكام‪ ،‬غير أنه لم‬
‫يكن مورو ًثا دقي ًقا من الجهة‬
 ‫التاريخية والواقعية بالطبع‪.‬‬
    ‫فالنفوذ الذي يعزوه هذا‬
   ‫الموروث للمشايخ لم يكن‬
  ‫نفو ًذا مستم ًّدا من مهابتهم‬
     ‫وحبهم للعلم وتمسكهم‬
   ‫بالدين والأخلاق الحميدة‬
     ‫فقط‪ ،‬لكنه كان مستم ًّدا‬
    ‫في المقام الأول من فائدة‬
    ‫وظيفتهم من وجهة نظر‬
‫الطرفين‪ ،‬محكومين وحكا ًما‪،‬‬
 ‫وفي المقام الثاني لم يكن هذا‬
  ‫النفوذ الذي يملكه المشايخ‬
‫من المهابة والحسم الواقعيين‬
   ‫ما يكف أيدي الأمراء عن‬
  ‫ظلم الناس بشكل حقيقي‪.‬‬
   ‫فقد كانت وساطتهم التي‬
   192   193   194   195   196   197   198   199   200   201   202