Page 199 - merit 49
P. 199

‫‪197‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

           ‫محمد بك الألفي‬                ‫محمد بك أبو الدهب‬       ‫‪1791‬م‪ ،‬ونال حظوة كبيرة‬
                                                                   ‫لديهما بسبب نجاحه في‬
‫الرحيل مع المماليك الفارين‪،‬‬      ‫بذلك كل الترحيب لأنه كان‬
   ‫و ُو ِجد في يافا بعد هزيمة‬      ‫صاحب مبادرة الاتصال‬         ‫مهمته‪ ،‬ولم يكن «عمر مكرم»‬
                                   ‫بالمشايخ وكسب ولائهم‪.‬‬            ‫المرشح الأقوى لمنصب‬
‫العثمانيين هناك خلال حملة‬             ‫ومثَّل هذا التعاون مع‬
 ‫نابليون على الشام‪ ،‬فجرى‬                                        ‫نقيب الأشراف لأنه لم يكن‬
    ‫أسره وأعاده «نابليون»‬      ‫«الفرنسيس» بداية الانكشاف‬          ‫من بيت عريق في انتسابه‬
  ‫إلى مصر مع حوالي ‪400‬‬           ‫الذي أصاب سلطة المشايخ‬
 ‫لاجئ مصري هناك‪ .‬وبادر‬          ‫بالتشقق من طرفيها‪ ،‬طرف‬                            ‫النبوي‪.‬‬
  ‫«عمر مكرم» في ثاني أيام‬          ‫الحكام الذين لم تفارقهم‬        ‫زادت حظوة «عمر مكرم»‬
     ‫وصوله لمصر إلى لقاء‬             ‫الشكوك في إخلاصهم‪،‬‬
 ‫«بونابرت» بصحبة الشيخ‬                                             ‫لدى الأميرين «إبراهيم»‬
  ‫«محمد المهدي» المقرب من‬      ‫وطرف المحكومين الذين رأوا‬           ‫ومراد» بدرجة أكبر بعد‬
     ‫الفرنسيين للتوسط له‪.‬‬          ‫المشايخ يتسابقون للفوز‬      ‫نجاح مسعاه في إنهاء الأزمة‬
 ‫وكان الفرنسيون صادروا‬                                          ‫مع المشايخ في أعقاب اعتداء‬
                                 ‫برضا الفرنسيين «الكفار»‪،‬‬       ‫«محمد بك الألفي» على قرية‬
‫أموال «عمر مكرم» وأسندوا‬          ‫ويعتلون المناصب بتكليف‬        ‫«بلبيس» سنة ‪1795‬م‪ ،‬بعد‬
 ‫منصب نقيب الأشراف إلى‬                                            ‫الاتفاق على كتابة «حجة»‬
‫الشيخ «خليل البكري» الذي‬             ‫ومراسيم «نابليونية»‪،‬‬          ‫يتعهد فيها أمراء المماليك‬
   ‫تداخل فيهم‪ ،‬ولم يعد له‬           ‫ويخ ِّذلون في المقابل أهل‬
‫«نابليون» المنصب‪ ،‬لكنه كما‬       ‫القاهرة عن الثورة ضدهم‪،‬‬             ‫بالعدل‪ ،‬ووقف المظالم‬
  ‫يذكر «الجبرتي»‪« :‬بش له‬           ‫ولا يستجيب الفرنسيون‬        ‫والجور‪ ،‬واستشارة المشايخ‬
                                ‫لشفاعتهم في إلغاء الرسوم‪،‬‬
‫ووعده بخير ورد إليه بعض‬            ‫ووقف مصادرة البيوت‪،‬‬           ‫قبل إقرار أية ضريبة‪ ،‬ولم‬
                ‫متعلقاته»‪.‬‬          ‫وإعفاءهم من الخضوع‬            ‫تنفذ بالطبع كل أو واحدة‬
                                                               ‫من بنود تلك الوثيقة‪ .‬وخلال‬
     ‫عندما تسللت فرق من‬                    ‫للحجر الصحي‪.‬‬        ‫معارك غزو الحملة الفرنسية‬
                                  ‫لكن نقيب الأشراف اختار‬       ‫لمصر ساهم «عمر مكرم» في‬
                                                                 ‫دفع الخوف الكبير والفزع‬

                                                                    ‫عن العامة‪ ،‬صعد نقيب‬
                                                                 ‫الأشراف إلى القلعة وأنزل‬

                                                                     ‫منها بير ًقا كبي ًرا س َّماه‬
                                                               ‫العامة «البيرق النبوي»‪ ،‬ومن‬
                                                               ‫حوله ألوف العامة بالنبابيت‬

                                                                ‫والعصي يهللون ويكبرون‪،‬‬
                                                                      ‫ويكثرون من الصياح‬

                                                                   ‫والطبول والزمور حسب‬
                                                                        ‫وصف «الجبرتي»‪.‬‬

                                                               ‫بعد هزيمة المماليك وفرارهم‬
                                                                    ‫جرب المشايخ استئناف‬

                                                                 ‫ممارسة دورهم التاريخي‬
                                                                    ‫في التوسط بين الحاكم‬

                                                                   ‫والمحكوم‪ ،‬ما بين الأهالي‬
                                                                 ‫و»نابليون»‪ ،‬ورحب الأخير‬
   194   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204