Page 207 - merit 49
P. 207

‫‪205‬‬                  ‫الملف الثقـافي‬

‫أحمد عزت عبد الكريم‬  ‫الأمير عمر طوسون‬  ‫الخديو إسماعيل‬                       ‫في المقطم والإسكندرية‬
                                                                        ‫ورشيد ودمياط‪ ،‬فض ًل عن‬
 ‫وبعد أن أقاموا بها نحو أربع‬         ‫أهم الإرساليات العلمية‬              ‫إصلاح قلعة صلاح الدين‬
   ‫سنوات عادوا ومعهم آلات‬            ‫التي أرسلها محمد علي‬               ‫القديمة‪ .‬ولذلك كان الباشا‬
  ‫وحروف صنعت في إيطاليا‪،‬‬                                               ‫يرى ضرورة إيفاد الضباط‬
                                           ‫إلى أوروبا‬                  ‫والفنيين إلى أوروبا للوقوف‬
‫وألحقوا جمي ًعا بمطبعة بولاق‪،‬‬
 ‫وتقلد مسابكي مدي ًرا لها عام‬        ‫و َّجه محمد علي همته إلى إيفاد‬      ‫على أحدث ما وصلت إليه‬
‫‪ 1821‬وبقى مدي ًرا إلى أن توفي‬          ‫الإرساليات العلمية إلى بلاد‬       ‫العسكرية في بلاد الغرب‪،‬‬
  ‫في عام ‪ .1831‬أما إرسالياته‬
 ‫الثانية فقد أرسلها الباشا إلى‬       ‫أوروبا ليتم الطلاب المصريون‬           ‫وأي ًضا تصنيع الأدوات‬
 ‫فرنسا في عام ‪ 1818‬لدراسة‬            ‫دراستهم في معاهدها العلمية‪،‬‬         ‫والمعدات الحربية والفنون‬
‫الفنون الحربية والبحرية‪ ،‬ولم‬                                            ‫العسكرية في إدارة المعارك‪.‬‬
 ‫نعرف من طلابها إلا «عثمان‬              ‫فأرسل إرساليته الأولى في‬     ‫ساد ًسا‪ :‬إحياء الدولة المصرية‬
 ‫نور الدين» الذي عاد في عام‬           ‫عام ‪ 1813‬إلى إيطاليا‪ ،‬وتركز‬
 ‫‪ ،1820‬وفي عام ‪ 1828‬صار‬                                                    ‫من الشيخوخة‪ ،‬أو دولة‬
                                        ‫طلابها في العديد من مدنها‬    ‫العواجيز «سنًّا»‪ ،‬وتحويلها إلى‬
     ‫رئي ًسا للبحرية المصرية‪.‬‬           ‫نذكر منها ليفورن وميلان‬
  ‫وفي عام ‪ 1826‬أرسل محمد‬              ‫وفلورنسا وروما‪ ،‬وتخصص‬            ‫دولة شابة‪ ،‬حيث قدر علماء‬
                                        ‫أعضاؤها في دراسة العلوم‬        ‫الحملة الفرنسية عدد سكان‬
      ‫علي إرساليته الثالثة إلى‬       ‫العسكرية وبناء السفن‪ ،‬وتعلم‬     ‫مصر بحوالي (‪)2,449,000‬‬
‫فرنسا‪ ،‬وقد كان عددها اثنين‬             ‫الهندسة والطباعة والفنون‪.‬‬      ‫نسمه‪ .‬وهذا العدد لا يتناسب‬
                                          ‫ولم يعرف من طلابها إلا‬
     ‫وأربعين طالبًا‪ ،‬ثم ألحق‬          ‫«نقولا مسابكي» الذي أرسل‬             ‫مع مساحتها الشاسعة‪،‬‬
     ‫بهم إمامها الشيخ رفاعة‬             ‫إلى ميلان وبصحبته ثلاثة‬      ‫ويرجع أسباب تدهور معدلات‬
    ‫الطهطاوي‪ ،‬وآخر؛ فصار‬               ‫أطفال من رفقائه حوالى عام‬
     ‫عددها عام ‪ 1828‬أربعة‬                 ‫‪ 1815‬ليتعلم فن الطباعة‪.‬‬       ‫النمو السكاني إلى الحروب‬
                                                                     ‫الداخلية والخارجية‪ ،‬والهجرة‪،‬‬
                                                                     ‫وأي ًضا زيادة معدلات الوفيات‬

                                                                       ‫بسب كثرة الأوبئة وخاصة‬
                                                                         ‫الطاعون والأمراض‪ ،‬وقلة‬
                                                                      ‫معدلات الخصوبة‪ .‬ولما كانت‬
                                                                     ‫مشروعات محمد علي التنموية‬
                                                                      ‫وبناء القوة العسكرية تحتاج‬
                                                                        ‫إلى الأيدي البشرية العاملة‬
                                                                       ‫المدربة الكثيرة‪ ،‬فقد أصبحت‬
                                                                        ‫الحاجة ملحة لتطوير الطب‬

                                                                           ‫والإدارة الصحية لعلاج‬
                                                                           ‫مشكلة تناقص معدلات‬
                                                                          ‫السكان‪ ،‬وفي ذات الوقت‬
                                                                      ‫تشجع السكان على الإنجاب‪.‬‬
                                                                        ‫وح ًّقا نجحت هذه المنظومة‬
                                                                        ‫الصحية في ذلك‪ ،‬فبلغ عدد‬
                                                                         ‫أهل مصر عام ‪1264‬هـ‪/‬‬
                                                                     ‫‪1847‬م (‪ )4.476.440‬نسمة‪.‬‬
   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212