Page 208 - merit 49
P. 208

‫العـدد ‪49‬‬                                 ‫‪206‬‬

                                ‫يناير ‪٢٠٢3‬‬                          ‫وأربعين طالبًا‪ ،‬وقد استقبلهم‬
                                                                    ‫مسيو «جومار» عضو المجمع‬
    ‫الطبية إلى فرنسا‪ ،‬وكانت‬       ‫‪ 1834‬رئاسة المجلس العالي‪،‬‬
   ‫تضم اثنى عشر عض ًوا من‬         ‫ثم مدي ًرا لديوان المدارس في‬         ‫العلمي الفرنسي وصديق‬
  ‫المتخرجين في مدرسة الطب‬          ‫عصر عباس الأول‪ ،‬وكذلك‬                  ‫مصر والدوائر العلمية‬
    ‫البشري‪ .‬وهؤلاء اختارهم‬         ‫تعيين أرتين بك تشراكيان‬
    ‫الدكتور كلوت بك ليتمموا‬       ‫مدي ًرا لمدرسة الإدارة الملكية‪،‬‬       ‫في باريس خير استقبال‪.‬‬
   ‫علومهم في باريس‪ ،‬وعندما‬                                              ‫وقد اختص ثلاثة عشرة‬
‫عادوا عينوا أساتذة في مدرسة‬         ‫ثم عضوا بمجلس شورى‬                 ‫من أعضاء البعثة بدراسة‬
                                  ‫المدارس‪ ،‬ثم سكرتي ًرا لمحمد‬            ‫الإدارة الملكية والحربية‬
               ‫الطب بمصر‪.‬‬                                              ‫والبحرية‪ ،‬بينما تخصص‬
  ‫وفي عام ‪ 1844‬أرسل محمد‬              ‫علي باشا وبعدها مدي ًرا‬          ‫عضوان في دراسة العلوم‬
                                  ‫للشئون الخارجية‪ ،‬كما عين‬             ‫السياسية‪ ،‬ومثلهما لقوى‬
    ‫علي الإرسالية الرابعة إلى‬     ‫اسطفان بك مدي ًرا للمدرسة‬          ‫المياه (الهيدروليكا)‪ ،‬وعضو‬
  ‫فرنسا‪ ،‬وقد بلغ عدد طلابها‬      ‫المصرية في نظارة الخارجية‪.‬‬            ‫لدراسة العلوم الميكانيكية‪،‬‬
                                 ‫وقد ذكر كلوت بك أن الباشا‬               ‫وثلاثة أعضاء للهندسة‬
   ‫في البداية سبعين طالبًا ثم‬   ‫ما بين (‪ )1833 -1826‬أرسل‬            ‫الحربية‪ ،‬وعضوان للمدفعية‪،‬‬
    ‫لحق بهم آخرون‪ ،‬وقد تم‬         ‫إلى فرنسا والنمسا وإنجلترا‬
     ‫اختيارهم من بين تلاميذ‬     ‫سبعين تلمي ًذا لدراسة الفنون‪،‬‬             ‫وآخران لصب المعادن‬
 ‫المدارس المصرية‪ ،‬ومن بينهم‬       ‫والطب والصيدلة‪ ،‬والهندسة‬             ‫وصنع الأسلحة‪ ،‬ومثلهما‬
   ‫واحد من مدرسة المعلمين‪.‬‬       ‫والرياضيات والإدارة الملكية‪،‬‬
  ‫وقد أوكل إلى سليمان باشا‬         ‫وأن معظم الطلاب من أبناء‬               ‫للطبع بأنواعه والحفر‪،‬‬
     ‫الفرنساوي رئيس أركان‬        ‫مصر‪ ،‬وكان بينهم سبعة من‬            ‫وأربعة أعضاء درسوا العلوم‬
‫الجيش المصري في ذلك الوقت‬                                          ‫الكيميائية‪ ،‬وعضوان تخ َّصصا‬
   ‫اِختيار أولئك الطلاب لأنهم‬       ‫الحبشة والسودان وثلاثة‬           ‫في الطب والجراحة‪ ،‬ومثلهما‬
    ‫أرسلوا في هذه الإرسالية‬       ‫من أبناء الذوات المقربين إلى‬
 ‫لتعلم الفنون الحربية‪ ،‬والطب‬    ‫الباشا‪ .‬ففي عام ‪ 1829‬أرسل‬              ‫في الزراعة‪ ،‬وثلاثة أعضاء‬
                                ‫ثمانية وخمسين من المبعوثين‪،‬‬            ‫للتاريخ الطبيعي والمعادن‪،‬‬
      ‫والطبيعيات في مدرسة‬          ‫منهم أربعة وثلاثون طالبًا‬
    ‫خاصة أنشأها لهم الباشا‬                                               ‫وعضو واحد للترجمة‪،‬‬
   ‫وقد عرفت باسم «المدرسة‬           ‫إلى فرنسا لدراسة صناعة‬             ‫وآخرون لم يدون جومار‬
     ‫الحربية بباريس»‪ .‬وهذه‬          ‫(البصمة) وآلات الجراحة‬             ‫عنهم في تقريره أي شىء‪.‬‬
   ‫الإرسالية أوفد فيها محمد‬     ‫والساعات والصياغة وصناعة‬               ‫واشتهرت هذه الإرسالية‬
   ‫علي بعض أنجاله وأحفاده‪،‬‬        ‫الشمع والأقمشة والأسلحة‪،‬‬           ‫بأنها أكبر الإرساليات عد ًدا‬
‫ولذلك يسميها بعض المؤرخين‬            ‫وأربعة طلاب إلى النمسا‬           ‫وأكثرها أهمية‪ ،‬وظلوا نحو‬
‫وال ُكتاب بـ»إرسالية الأنجال»‪.‬‬   ‫لتعلم صناعة نسيج الصوف‪،‬‬            ‫ست سنوات دراسية بفرنسا‬
‫وقد عين «أسطفان بك» مدي ًرا‬        ‫وعشرين إلى إنجلترا وستة‬         ‫ما بين (‪ .)1832 -1826‬وبعد‬
‫لهذه الإرسالية ومربيًا للأمراء‬  ‫عشر لتعلم الميكانيكا وصناعة‬        ‫عودتهم لمصر اسند محمد علي‬
‫الأنجال‪ ،‬ولكن سجلات ديوان‬       ‫صب المدافع والصيني‪ ،‬وأربعة‬          ‫إلى بعضهم المناصب القيادية‪،‬‬
     ‫المدارس تذكر أن جومار‬         ‫من تلاميذ المدرسة البحرية‬           ‫فتولي مصطفى مختار بك‬
‫«مدير مدرسة باريس»‪ ،‬فربما‬        ‫بالإسكندرية لدراسة البحرية‬            ‫نظارة ديوان المدارس عام‬
  ‫كان أسطفان مدي ًرا للشئون‬     ‫وقاموا بتعريب لوائح البحرية‬        ‫‪ ،1837‬وعين رفاعة الطهطاوي‬
 ‫الفنية والآخر كناظر للشئون‬        ‫الإنجليزية لتطبيقها بمصر‪.‬‬          ‫رئي ًسا لمدرسة الألسن عام‬
  ‫الإدارية‪ .‬ومن مشاهير هذه‬      ‫وقد عملوا بالأسطول المصري‪.‬‬
 ‫الإرسالية «حماد عبد العاطي‬       ‫وفي عام ‪ 1832‬أرسل البعثة‬               ‫‪ ،1835‬وأي ًضا أسند إلى‬
                                                                     ‫عبدي حبيب شكري بك عام‬
   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213