Page 29 - merit 49
P. 29
27 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
حنان ماهر
مغامرة الحكاية
وتجِّليات الذات القصصية
في قصص عادل عصمت
ركزت الذات السادرة في دائرتها المكتوبة لتصل إلى أرضية الحكاية
المتشكلة من تفاعلات ومفارقات داخل المتن ،والبطل الأهم في القصص
هو المخاوف عامة ،وقام الكاتب بتناول مشاكل الشخصيات وقضاياها
داخل الموضوع القصصي الذي اختاره ،وهو الخطوة الأهم في بناء فكرة
القصة وتحويلها إلى عمل سردي ،ويجعل المتلقي يشتبك في علاقة
بينه وبين القصة ،ويعتمد ذلك على حساسية التفاعل والمتعة والفائدة،
وتجعل من العلاقة بينهما قائمة وقابلة للتطور ،فمجرد الاكتفاء
بالتوصيل الخاص بالموضوع القصصي لا يشبع نهم المتلقي.
العنوان الكتابة مغامرة جميلة ،ففيها ينفتح تعد
النص على مسارات تعبيرية وأسلوبية
جملة اسمية غير تامة ،ويترك الكاتب المتلقي يتم وتحقيق الذات في متعة مختلفة .والفعل
الجملة عن ماهية هذه المخاوف ،بل ح َّدد الكاتب الكتابي يصل بالكاتب إلى حالة خ َّلقة
أنها مخاوف فترة زمنية محتملة ومعينة ،ورغم متفردة يستحيل أن تتكرر مرة أخرى
أن العنوان بهذا الشكل يعطي معنًى قريبًا احتمالية بنفس الحالة عند الكاتب ذاته ،وكذلك عند المتلقي.
أن تكون لكبار السن الذين في نهاية عمرهم ،لكن والقصة تجربة إنسانية يعبر عنها الكاتب بأسلوب
هناك دلالة بعيدة وهي أ َّل أحد يعرف متي عمره سرد المواقف والأحداث والحوار ،من خلال كتابة
سينتهي ،فهي مخاوف نهاية عمر الشخصيات
شخصية مأزومة أو سعيدة ،أو مجموعة أفراد
في قصص المجموعة .ومن الممكن أن تتناقض يتح َّركون في إطا ٍر مكان ٍّي وزمان ٍّي ولها امتداد
أو تتما َّس هذه المخاوف مع المتلقي ،والعنوان به
تشويق لمعرفة مجالات هذا الخوف رغم الرهبة معين.
نحن بصدد مجموعة القصص «مخاوف نهاية
الموجود فيه. العمر» لعادل عصمت الصادرة عن دار الكتب خانة
للنشر والتوزيع ،وتقع في سبع قصص.