Page 144 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 144

‫العـدد ‪33‬‬                        ‫‪142‬‬

                                    ‫سبتمبر ‪٢٠٢1‬‬

  ‫النسيم الرملي المعبق بأبوال إبل‬      ‫خطاب الرجعية الدينية مؤط ًرا‬    ‫ُيفهم ويرسخ في نفوس الأطفال‬
‫الصحراء الرجعية‪ .‬وطظ في العقل‪،‬‬      ‫بأوهام معرفية‪ ،‬المدارس والمراكز‬    ‫وعقولهم من تلقينهم قصة مثل‬
                                                                     ‫المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار‪،‬‬
 ‫في العلم‪ ،‬في الإنسان‪ ،‬في الحياة‪..‬‬        ‫الأكاديمية في مصر‪ ،‬ليست‬     ‫حين يذكر في ثناياها أن الأنصار‬
                  ‫طظ في مصر‪.‬‬          ‫لأجل العلم والمعرفة والإنسان‪،‬‬  ‫كانوا يقتسمون مع المهاجرين كل‬
                                      ‫بل لب لباب وجودها ونشاطها‬         ‫شيء‪ ،‬حتى أن بعضهم عرض‬
   ‫وينبغي أن يكون للفرد قدرات‬          ‫بث الأكاذيب الدينية الرجعية‪،‬‬  ‫اقتسام زوجتيه مع أخيه المهاجر؟!‬
‫عقلية خاصة‪ ،‬مع كثير من الوقت‬        ‫ودعمها بأشكال تبدو علمية وهي‬
  ‫والجهد إن كان له أن يخرج من‬          ‫أقرب للهذيان الديني‪ .‬تلك هي‬        ‫ألا يتأكد ما هو راسخ أص ًل‬
‫قبضة ذلك الخطاب المدرسي بمثل‬         ‫الخلاصة‪ ،‬الحقيقة العارية حتى‬     ‫رجعيًّا ومجتمعيًّا في العقل عن أن‬
 ‫ما ينبغي أن يكون له من قدرات‬       ‫من جلدها‪ ،‬مهمة التعليم في مصر‬     ‫المرأة من الممتلكات الذكورية التي‬
                                    ‫تأطير الخرافة‪ ،‬ومنحها شهادات‪،‬‬      ‫يتبادلها الرجال فيما بينهم كأي‬
   ‫وأن ينفق من جهد للخروج من‬           ‫وتأكيدها في أذهان المصريين‪.‬‬
 ‫قبضة الرجعية الدينية‪ ،‬قلة قليلة‬      ‫الهدف الأسمى من التعليم كله‬                             ‫شيء‪.‬‬
‫لديها هذه القدرات العقلية والجهد‬                                       ‫والخلاصة أن المناهج الدراسية‬
   ‫والوقت اللازمين‪ .‬يوفر التعليم‬        ‫في مصر‪ ،‬عام وأزهر‪ ،‬تظبيط‬
 ‫الرسمي الإطار للرجعية المهيمنة‬     ‫إريال العقل لالتقاط أضعف هبات‬           ‫لا تقدم الخطاب العقلي‪ ،‬أو‬
 ‫على العوام‪ ،‬وينتج أغلبية منبطحة‬                                           ‫خطاب الحداثة‪ ،‬ولكن تقدم‬

    ‫رجعيًّا من مهندسين ودكاترة‬       ‫أطفال مدارس التعليم المصري‬
      ‫ومحامين ومدرسين‪ ..،‬إلخ‪،‬‬       ‫تديين الأطفال رغ ًما عنهم في مصر‬

‫لديهم ثقة جامعية فارغة‪ ،‬وأوهام‬
  ‫معرفية مشوهة باستعلاء الظن‬
  ‫بالعلم‪ ،‬ينتمون للكيان الرجعي‪،‬‬
   ‫ويقدسون ماضيه الصحراوي‪،‬‬
   ‫وينتجون كافة مظاهر الرجعية‬
   ‫الدينية في الواقع‪ ،‬حتى مواعيظ‬
     ‫الفيسبوك والواتسآب وختم‬

‫القرآن في أوقات العمل وأماكنه في‬
 ‫رمضان‪ ،‬وعلامات الصلاة‪ ..‬إلخ‪،‬‬

   ‫كما يتزعمون جماهير الـ»ليس‬
   ‫من الإسلام في شيء»‪ ،‬و»مش‬
 ‫إخوان بس بحترمهم»‪ ،‬والفصيح‬
‫منهم مهيأ تما ًما كي يتلقفه تنظيم‬
   ‫ديني إرهابي يحلم بالاستعادة‬

     ‫الرسمية للكيان الرجعي عبر‬
     ‫ما يسمى دولة الخلافة‪ .‬هذا‬
    ‫يجيب على التساؤل‪ :‬لماذا يكثر‬
 ‫الجامعيون بين جماعات الإسلام‬

                     ‫السياسي؟‬
     ‫والحاضر كالماضي في عقلنا‬
  ‫الرجعي‪ ،‬كنا ‪-‬وما زلنا‪ -‬ينبغي‬
    ‫علينا أخذ موافقة الأزهر‪ ،‬ولي‬
   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149